تصعيد دموي يهز المغرب بعد اعتصام خزان مياه وانفجار عنيف مفاجئ

أشعل شاب مغربي يُدعى بوعبيد، ويُعرف بلقب “فلسطين”، موجة ذهول وغضب في الشارع المغربي، بعدما أنهى اعتصامه فوق خزان مياه مرتفع في مدينة بني ملال بمحاولة انتحار مروعة، تخللتها واقعة اعتداء مرعبة على أحد عناصر الوقاية المدنية، في مشهد يُعري إخفاقًا صارخًا في التعامل مع حالته منذ بدايتها.
استمر بوعبيد، البالغ من العمر أربعين عامًا، معتصمًا في أعلى خزان المياه بحي الزيتونة منذ 24 يونيو، متحديًا جميع محاولات الحوار من طرف السلطات المحلية وأسرته وممثلين عن المجلس الجهوي لحقوق الإنسان، رافضًا النزول إلا بعد فتح تحقيق شامل في ما وصفه بـ”الوفاة الغامضة” لوالده، الجندي المتقاعد.
فجّر بوعبيد تصعيدًا غير مسبوق حين تظاهر بوجود حالة إغماء تستدعي إسعافًا عاجلًا، ليقوم بخداع عنصر من عناصر الوقاية المدنية ويستدرجه إلى أعلى الخزان. وما إن وصل المنقذ حتى هاجمه المعتصم بأداة حادة، كبّله واعتدى عليه بعنف، ثم دفعه ليسقط من أعلى، ما تسبب له بكسور خطيرة نُقل على إثرها للمستشفى وأُدخل مباشرة إلى غرفة العمليات.
أشعلت لقطات الاعتداء المتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي موجة صدمة قوية وسط الرأي العام المغربي، خصوصًا أن الاعتداء صدر عن شخص كان يُنظر إليه كضحية، قبل أن ينقلب فجأة إلى مصدر خطرٍ حقيقي على أرواح الآخرين، مما قلب مشاعر التعاطف إلى غضب واستنكار.
أعلنت السلطات أن فرق الدرك الملكي تدخلت بعد الاعتداء، فواجهت مقاومة شرسة من بوعبيد، الذي استخدم أدوات حادة ورشق رجال الإنقاذ بالحجارة، مما أجبرهم على تطويق المكان ووضع وسادة هوائية ضخمة تحت الخزان تفاديًا لمأساة وشيكة.
في ساعات الفجر الأولى من السبت 12 يوليو، قفز بوعبيد من أعلى الخزان بينما يلف حبلًا حول رقبته، ليسقط داخل الوسادة الهوائية، لكنه أصيب بجروح حرجة استدعت نقله على الفور إلى المستشفى الجهوي ببني ملال، حيث وُضع في غرفة الإنعاش في حالة خطيرة للغاية.
أكدت السلطات أن كل سبل الحوار استُنفدت دون جدوى، وأن النيابة العامة كانت على علم بكل مراحل التدخل، وفتحت تحقيقًا قضائيًا موسعًا للكشف عن كل تفاصيل وتطورات هذا المشهد العنيف.
كانت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان قد نبهت يوم 3 يوليو إلى ضرورة فتح قنوات الحوار مع بوعبيد، محذرة من عواقب تجاهل مطالبه، وداعية إلى فتح تحقيق عادل في ظروف وفاة والده، إلا أن النداءات لم تجد آذانًا مصغية، ما أدى إلى تفجر الأزمة بهذا الشكل الدموي الصادم.
تحول خزان المياه إلى ساحة مواجهة عنيفة، وخرجت القصة من إطار الاحتجاج إلى دائرة الخطر، وسط تساؤلات حادة عن الجهة التي سمحت باستمرار هذه الحالة ثلاثة أسابيع كاملة دون تدخل حاسم، حتى وقعت الكارثة.