اجتماع أمريكي إسرائيلي قطري في روما لبحث وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة

يعقد في العاصمة الإيطالية روما، الخميس، اجتماع ثلاثي يضم الولايات المتحدة وقطر وإسرائيل، لمناقشة المفاوضات الجارية بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى بين حركة حماس وتل أبيب، وفق ما أوردته صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية.
وأوضحت الصحيفة، الأربعاء، أن ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سيلتقي في روما مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، وممثل عن الحكومة القطرية.
محطة أولى قبل زيارة محتملة للدوحة
ومساء الثلاثاء، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن ويتكوف في طريقه إلى الشرق الأوسط لإجراء مباحثات حول فتح ممر إنساني إلى غزة ووقف إطلاق النار، مشيرة إلى أنه في حال تحقق تقدم ملموس، فسيواصل ويتكوف جولته إلى الدوحة لتوقيع اتفاق محتمل يشمل وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى.
وتأتي هذه التطورات فيما تستمر مفاوضات غير مباشرة في العاصمة القطرية بين حماس وإسرائيل منذ 6 يوليو/ تموز الجاري، برعاية قطرية ومصرية، وبدعم أمريكي، في محاولة للتوصل إلى صيغة نهائية لوقف العدوان على غزة.
قضايا جوهرية: خطوط الانسحاب والأسرى
وذكرت الصحيفة الإسرائيلية أن المفاوضات “شهدت دفعة قوية” مع وصول ويتكوف، مشيرة إلى أن جميع الأطراف بانتظار رد حماس على “التنازلات الإسرائيلية الأخيرة”.
وبحسب الصحيفة، تتركز نقطة الخلاف الأساسية حول خطوط انسحاب القوات الإسرائيلية، حيث تقترح إسرائيل الإبقاء على وجودها بعمق يتراوح بين 1000 و1200 متر من مسار فيلادلفيا الحدودي، فيما تطالب حماس بألا يتجاوز العمق 800 متر فقط.
كما نقلت الصحيفة عن مصادرها أن حماس تطالب بإطلاق سراح عدد أكبر من الأسرى الفلسطينيين المحكومين لفترات طويلة، وأن الفجوة في الأعداد ما زالت تراوح بين 100 و150 معتقلاً.
صفقات جزئية ومعارضة داخلية
ووفق تقديرات إسرائيلية، لا يزال في غزة نحو 50 أسيراً إسرائيلياً، منهم 20 على قيد الحياة، فيما تقبع في السجون الإسرائيلية أعداد كبيرة من المعتقلين الفلسطينيين تتجاوز 10 آلاف و800، يعاني كثير منهم من الإهمال الطبي والتعذيب والتجويع، وفق تقارير حقوقية.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد عقد مساء الثلاثاء اجتماعًا مع فريقه التفاوضي في الدوحة لتقييم الموقف، وسط انتقادات داخلية تتهمه بعرقلة التوصل إلى اتفاق شامل، لصالح صفقات جزئية تضمن استمرار الحرب وإطالة أمد وجوده في السلطة، بإرضاء الجناح اليميني المتطرف في حكومته.
تصعيد مستمر رغم الوساطات
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة، أدت إلى أكثر من 201 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، فضلًا عن آلاف المفقودين، ونزوح جماعي، ومجاعة حصدت أرواح الكثيرين، وسط تجاهل للنداءات الدولية وقرارات محكمة العدل الدولية بوقف العدوان.
جولات تفاوض سابقة واتفاقات معلقة
وخلال الأشهر الماضية، عقدت حماس وإسرائيل جولات متعددة من مفاوضات غير مباشرة بوساطة مصرية وقطرية، تم خلالها التوصل إلى اتفاقين جزئيين في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، ويناير/ كانون الثاني 2025.
غير أن نتنياهو تراجع عن استكمال الاتفاق الأخير، مستأنفًا الهجوم العسكري في 18 مارس/ آذار الماضي، ما أدى إلى انهيار التفاهمات، وتجدّد المأساة الإنسانية.
مطالب فلسطينية واضحة
وأكدت حركة حماس، الاثنين، أنها تواصل التشاور مع الفصائل الفلسطينية للتوصل إلى “اتفاق مشرف” يضمن وقف العدوان، ورفع الحصار، وإعادة الإعمار، وضمان حياة كريمة لأهل غزة، مع استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة مقابل الانسحاب الكامل من القطاع.
خلفية سياسية ممتدة
ومنذ عقود، تواصل إسرائيل احتلال الأراضي الفلسطينية والسورية واللبنانية، رافضة الانسحاب أو الاعتراف بحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة على حدود ما قبل 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.