أخبار العالم

احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تمنع وصول إسرائيليين إلى جزيرة سيروس اليونانية

في تطور لافت يعكس تصاعد التضامن الشعبي الأوروبي مع القضية الفلسطينية شهدت جزيرة سيروس اليونانية حادثة غير مسبوقة بعدما مُنع مئات السياح الإسرائيليين من النزول إلى الجزيرة عقب وصولهم على متن سفينة سياحية فاخرة كانت راسية قرب الميناء الرئيسي للجزيرة وذلك وسط أجواء مشحونة سيطر عليها التوتر والغضب الشعبي

ووفق مصادر محلية فقد تجمّع العشرات من النشطاء والمتضامنين اليونانيين في محيط الميناء منذ ساعات الصباح الباكر ورفعوا أعلامًا فلسطينية ولافتات تندد بالعدوان الإسرائيلي على غزة كما أطلقوا هتافات تطالب بفرض مقاطعة شاملة على إسرائيل ورفض أي شكل من أشكال التطبيع مع السياح القادمين منها وهو ما دفع سلطات الميناء إلى اتخاذ قرار بمنع الركاب الإسرائيليين من مغادرة السفينة حرصًا على عدم تصاعد الاحتجاجات أو وقوع اشتباكات

المشهد أثار ردود فعل متباينة بين أوساط السياح والسلطات المحلية إذ اعتبر بعض ركاب السفينة أن ما جرى يشكل تمييزًا ضدهم فيما برّر نشطاء يونانيون ما حدث بأنه تعبير مشروع عن موقف شعبي رافض للسياسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة مؤكدين أن تواجد سياح إسرائيليين في الجزيرة يعتبر استفزازًا في ظل استمرار القصف الإسرائيلي على غزة وسقوط آلاف الضحايا المدنيين

السلطات اليونانية التزمت الصمت في البداية ثم أوضحت لاحقًا أن القرار لم يكن سياسيًا بل أمنيًا يهدف إلى الحفاظ على السلم العام خاصة أن الجزيرة شهدت في الأيام الأخيرة سلسلة من التظاهرات التضامنية مع الفلسطينيين وهو ما جعل الأجواء العامة في الجزيرة غير مهيأة لاستقبال وفد كبير من السياح القادمين من إسرائيل

ويأتي هذا الحادث في سياق أوسع من تصاعد المواقف المناهضة لإسرائيل في عدد من الدول الأوروبية خلال الأشهر الماضية حيث شهدت العديد من العواصم الأوروبية احتجاجات حاشدة ومسيرات تضامنية تطالب بوقف الحرب على غزة ومحاسبة المسؤولين الإسرائيليين على جرائم الحرب والانتهاكات المستمرة بحق المدنيين

ويبدو أن السياحة الإسرائيلية في بعض الوجهات الأوروبية بدأت تتأثر فعليًا بالتحولات الجارية في المزاج الشعبي الغربي إذ أشار محللون إلى أن مثل هذه الحوادث قد تتكرر مستقبلًا في ظل استمرار العدوان على غزة واتساع دائرة الغضب الشعبي الدولي

من ناحية أخرى فإن اليونان التي تعد من أبرز الوجهات السياحية في المتوسط تجد نفسها في موقف حرج بين التزاماتها الدبلوماسية من جهة وضغوط الشارع من جهة أخرى وهو ما قد يدفعها إلى إعادة النظر في سياستها السياحية تجاه الجنسيات التي تثير حساسية سياسية وأمنية

ويرى مراقبون أن ما حدث في سيروس ليس مجرد حادث عرضي بل مؤشر على تحوّل تدريجي في الرأي العام الأوروبي تجاه القضية الفلسطينية خاصة في ظل ما تبثه وسائل الإعلام ومواقع التواصل من صور يومية لمعاناة المدنيين في قطاع غزة وهو ما يعزز من فرص تزايد التحركات الشعبية المناهضة لإسرائيل في المرحلة المقبلة

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى