دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، المجتمع الدولي إلى التوحد على “جبهة الإنسانية” في مواجهة ما وصفها بـ”الإبادة الجماعية” التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.

جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال افتتاح معرض الصناعات الدفاعية الدولي السابع عشر “آيدف 2025” في إسطنبول، حيث أطلق تصريحات حادة ضد الاحتلال الإسرائيلي، وهاجم الصمت الدولي تجاه المجاعة والدمار في غزة.

أردوغان: من يصمت شريك في جرائم إسرائيل

أشار أردوغان إلى أن العالم يمرّ بتحولات كبرى في موازين القوى، مؤكدًا أن ما يحدث في غزة يمثل أزمة إنسانية تتجاوز السياسة.

وقال: “أدعو المجتمع الدولي إلى التوحد على جبهة الإنسانية في هذه الأيام المظلمة، حيث بدأت الوفيات الجماعية بسبب التجويع في غزة”.

وأضاف أن الأطفال الذين يتضورون جوعًا في غزة يمثلون مصدر قلق بالغ لتركيا، وتابع: “من لديه ذرة من الكرامة الإنسانية لا يمكن أن يقبل بهذه القسوة التي يموت فيها الأبرياء بحثًا عن لقمة خبز أو رشفة ماء”.

وتابع قائلاً: “تعالوا لنمنع معًا تلك الحفنة المعادية للإنسانية، التي لا ترى إلا مصالحها، من تشويه اسم الإنسانية أكثر من ذلك”.

“نتنياهو تفوّق على هتلر”

وفي تصعيد لافت، قارن أردوغان الجرائم الإسرائيلية بما فعله النازيون، قائلًا: “ما يرتكبه نتنياهو وشبكته الإجرامية فاق وحشية هتلر منذ وقت طويل، وحتى أثناء المحرقة في أوروبا لم تُشاهد مشاهد غير إنسانية مثل تلك التي حدثت في غزة”.

وأكد أن ما تشهده غزة هو مجزرة جماعية وجريمة إبادة، مشيرًا إلى أن الكارثة تجاوزت حدود المعقول: “لا أحد يستطيع أن يظل صامتًا بينما تموت الإنسانية ويموت الأطفال جوعًا ويحاول الناس الحصول على كيس دقيق، بينما تنهش الكلاب جثث الجوعى”.

تصعيد إسرائيلي رغم التحذيرات الدولية

ورغم التحذيرات الأممية والفلسطينية من تداعيات المجاعة، تواصل إسرائيل إغلاق معابر قطاع غزة منذ 2 مارس/آذار الماضي، مانعة دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، في تصعيد واضح لسياسة التجويع التي بدأت مع حرب الإبادة الجماعية منذ 7 أكتوبر 2023.

وأسفرت هذه الحرب حتى الآن عن أكثر من 200 ألف قتيل وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، فضلًا عن آلاف المفقودين، ومجاعة خانقة حصدت أرواح الكثيرين.

“هدفنا إحلال وقف إطلاق النار بغزة في أقرب وقت، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إليها من أولوياتنا” – رجب طيب أردوغان

تركيا.. قفزة في الصناعات الدفاعية

في سياق آخر، استعرض الرئيس التركي إنجازات بلاده في الصناعات الدفاعية، مؤكدًا أن صادرات تركيا في هذا المجال سجلت رقمًا قياسيًا عام 2024 بقيمة 7.15 مليار دولار، بزيادة نسبتها 29%.

وقال إن منتجات الدفاع التركية وصلت إلى 180 دولة، مشيرًا إلى أن بلاده كانت تعاني من العقوبات والضغوط، لكنها اليوم تُشكل لاعبًا رئيسيًا في الأسواق العالمية.

وأوضح أن نسبة الإنتاج المحلي ارتفعت من 20% عام 2002 إلى أكثر من 80% حاليًا، بفضل أكثر من 3500 شركة تعمل في القطاع و100 ألف موظف.

الطائرات المسيرة والسفن الحربية

لفت أردوغان إلى أن تركيا أصبحت من بين الدول الثلاث الرائدة عالميًا في تكنولوجيا الطائرات بدون طيار، حيث تُنتج 65% من الطائرات المسيرة في العالم، كما أصبحت من الدول العشر التي تُصمم وتُنتج سفنها الحربية محليًا.وأكد أن تركيا تحتل حاليًا المركز 11 عالميًا في تصدير الأسلحة الدفاعية، مضيفًا أن منتجاتها في الطائرات المسيّرة، والسفن، والأنظمة الإلكترونية، والمركبات البرية، تحظى باهتمام عالمي متزايد.