توتر نووي متصاعد بين واشنطن وطهران يفتح باب المواجهة العسكرية

تصاعدت حدة التوترات بين الولايات المتحدة وإيران مجددًا على خلفية التطورات الأخيرة في الملف النووي الإيراني إذ هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بتوجيه ضربات عسكرية مباشرة للمنشآت النووية الإيرانية ردًا على تصريحات من طهران أكدت المضي قدمًا في برنامج تخصيب اليورانيوم دون اكتراث بالتحذيرات الغربية
التحرك الأمريكي الجديد الذي يتسم بلهجة تصعيدية يعيد إلى الأذهان سيناريوهات الضغط القصوى التي تبنتها الإدارة الأمريكية في فترات سابقة ما يثير مخاوف جدية من إمكانية عودة شبح المواجهة المباشرة بين البلدين خاصة مع استمرار الخطاب الإيراني في التأكيد على أن نشاطها النووي لا يخضع لأي تسوية خارجية
وأكدت تصريحات أحد كبار مسؤولي السياسة الخارجية في إيران أن بلاده ستواصل تطوير برنامجها النووي رغم المعارضة الأمريكية والدولية مشددًا على أن عملية تخصيب اليورانيوم ستتواصل ضمن ما تعتبره إيران حقوقًا سيادية لا يمكن التنازل عنها في ظل ما تصفه بمحاولات ابتزاز سياسية
ويرى مراقبون أن الخطاب الأمريكي التصعيدي في هذا التوقيت قد يكون له أهداف متعددة أبرزها التأثير على الداخل الأمريكي مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية كما أنه قد يُستخدم كورقة ضغط إضافية على الأطراف الأوروبية المنخرطة في المفاوضات النووية المتعثرة
ورغم خروج واشنطن من الاتفاق النووي منذ سنوات فإن إدارة ترمب تمسكت بمواقف متشددة تجاه البرنامج النووي الإيراني وفرضت حزمة واسعة من العقوبات الاقتصادية التي أثرت بشكل كبير على الاقتصاد الإيراني غير أن طهران استمرت في تعزيز قدراتها النووية وهو ما يثير مخاوف غربية من اقتراب إيران من عتبة امتلاك القدرة على إنتاج سلاح نووي
ويشير محللون إلى أن تهديدات توجيه ضربات عسكرية لمنشآت نووية إيرانية لا يمكن استبعادها بالكامل في ظل التصعيد السياسي والعسكري بالمنطقة خاصة أن بعض التقارير الاستخباراتية الغربية تحدثت عن تطور ملحوظ في قدرات إيران النووية وتوسيع مواقع التخصيب
في هذا السياق تبرز تساؤلات حول ردود الفعل المحتملة من قبل إيران التي لطالما توعدت برد قاسٍ على أي عمل عسكري يستهدف أراضيها ما يضع المنطقة أمام احتمالات مفتوحة قد تشمل تصعيدًا إقليميًا أوسع خاصة في ظل وجود جماعات مسلحة متحالفة مع إيران في عدد من الدول المجاورة
كما تأتي هذه التطورات في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط تصاعدًا غير مسبوق في مستويات التوترات الإقليمية وهو ما يزيد من هشاشة الوضع الأمني ويجعل أي خطأ في الحسابات العسكرية بمثابة شرارة لمواجهة واسعة النطاق
الملف النووي الإيراني بات مرة أخرى محور الأحداث الدولية فيما تسعى القوى الكبرى لاحتواء التصعيد قبل أن يصل إلى نقطة اللاعودة حيث لا يمكن توقع حدود العواقب السياسية والعسكرية لأي خطوة غير محسوبة على هذا الصعيد المعقد والمتشابك