مجلس النواب الليبي يحذر من الزج باسم ليبيا في مخططات تهجير الفلسطينيين من غزة

حذر مجلس النواب الليبي،، من محاولة الزج باسم ليبيا في أي مخططات تهدف إلى تهجير الفلسطينيين قسرًا من قطاع غزة، مؤكدًا رفضه القاطع لأي مشاريع لتوطينهم خارج أراضيهم.
جاء ذلك في بيان رسمي صادر عن لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس، ونشرته “وكالة أنباء المستقبل” التابعة له، حيث أكدت اللجنة رفضها “بشكل قاطع الزج باسم الدولة الليبية في أي مخططات مشبوهة تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية تحت ذرائع إنسانية أو أمنية”.
رفض قاطع للتوطين أو التهجير
وشددت اللجنة على موقفها الثابت، الذي عبّرت عنه في بيانات سابقة، برفض أي شكل من أشكال التوطين أو التهجير القسري للفلسطينيين خارج أراضيهم.
وأعربت عن قلقها البالغ من تقارير إعلامية تحدثت عن مساعٍ تقودها إسرائيل عبر جهاز الموساد، بالتنسيق مع أطراف دولية، لإقناع عدد من الدول، من بينها ليبيا، باستقبال لاجئين فلسطينيين من غزة.
تقرير عبري يكشف اتصالات الموساد
وكانت القناة 12 العبرية الخاصة قد نشرت، الجمعة، تقريرًا ذكرت فيه أن رئيس جهاز الموساد دافيد برنياع التقى بالمبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف في واشنطن، وعرض عليه خطة لتهجير مئات آلاف الفلسطينيين من غزة إلى ليبيا، إثيوبيا، وإندونيسيا مقابل تقديم حوافز لهذه الدول.
وأثار هذا التقرير موجة من الاستنكار، حيث أكدت اللجنة الليبية أن “ليبيا شعبًا ومؤسسات، ترفض المساس بالحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها حق العودة، وستُواجه هذه المخططات برفض شعبي ورسمي”.
دعوة لموقف رسمي ليبي
طالبت اللجنة الحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب ووزارة الخارجية، بـ”إصدار موقف علني وواضح برفض تلك المزاعم على المستويين الإقليمي والدولي”.
كما دعت المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته، والعمل على وقف العدوان الإسرائيلي على غزة، بدلًا من دعم مشاريع التهجير والتصفية.
وأكدت اللجنة أن ليبيا كانت وستظل داعمة لحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة على كامل ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف.
تحذير فلسطيني من مخطط “المدينة الإنسانية”
وكانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية قد حذرت، الأحد، من مخطط إسرائيلي لتطبيق “التهجير القسري تحت غطاء إنساني” عبر إقامة ما يسمى بـ”المدينة الإنسانية” في رفح.
وبحسب الخطة التي كشف عنها وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، فإن المشروع يشمل إقامة خيام لنقل أكثر من 600 ألف فلسطيني إليها بعد فحص أمني صارم، ومنعهم لاحقًا من مغادرتها، في خطوة أولى نحو ترحيل جماعي ممنهج.
وذكرت هيئة البث العبرية الرسمية أن المدينة المزعومة ستقام بين محوري “فيلادلفيا” و”موراج”، على أن يتم تجميع سكان غزة تدريجيًا تمهيدًا لما تسميه إسرائيل “هجرة طوعية”.
إبادة جماعية ومأساة إنسانية مستمرة
وتأتي هذه التحركات بينما تواصل إسرائيل، بدعم أمريكي، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تنفيذ حرب إبادة جماعية ضد سكان غزة، خلفت أكثر من 201 ألف قتيل وجريح، غالبيتهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 9 آلاف مفقود ومئات آلاف النازحين.
وتشهد غزة مجاعة خانقة، بسبب الحصار ومنع دخول المساعدات الإنسانية والطبية، وسط تحذيرات متكررة من منظمات أممية ودولية من كارثة إنسانية غير مسبوقة.