وكالة الأنباء الفرنسية: نخشى أن يموت مراسلونا في غزة جوعًا لأول مرة منذ تأسيسنا

أعربت وكالة الأنباء الفرنسية (AFP)، الثلاثاء، عن قلق بالغ على حياة مراسليها العاملين في قطاع غزة، مؤكدة أنها تخشى لأول مرة منذ تأسيسها عام 1944 أن يموت موظفوها جوعًا، في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل غير مسبوق.
جاء ذلك في بيان رسمي بعنوان “بدون تدخل فوري، آخر مراسلي غزة سيموتون”، أصدرته نقابة الصحفيين في وكالة فرانس برس (SDJ) بتاريخ 21 يوليو 2025، وحذّرت فيه من خطر انهيار كامل لفرقها الإعلامية المتبقية داخل القطاع المحاصر.
مراسلون يعملون بلا غذاء أو دواء
ذكرت الوكالة أنها لا تزال تعمل في غزة عبر كاتب نصوص مستقل، وثلاثة مصورين، وستة مصوري فيديو، منذ مغادرة صحفييها الدائمين في أوائل عام 2024.
وقالت إن هؤلاء أصبحوا من القلة القليلة التي لا تزال تنقل ما يجري داخل القطاع، في ظل منع الصحافة الدولية من دخول غزة منذ قرابة عامين.
وأكد البيان: “نرفض أن نشاهدهم يموتون. الوضع وصل إلى مرحلة حرجة. نداءاتهم اليومية للمساعدة أصبحت ممزقة ومؤلمة.”
بشار.. جسد منهك ورسالة يائسة
أبرز البيان حالة المصوّر “بشار”، البالغ من العمر 30 عامًا، والذي يعمل مع الوكالة منذ عام 2010. ونقل عنه قوله:
“لم تعد لدي القوة للعمل في وسائل الإعلام. جسدي نحيف ولا أستطيع العمل بعد الآن.”
يعيش بشار في أنقاض منزله بمدينة غزة مع والدته وإخوته، ويعاني من فقر مدقع وأمراض معوية، وقد أفاد يوم الأحد أن شقيقه الأكبر “سقط بسبب الجوع”.
رغم استلامهم رواتب شهرية من الوكالة، إلا أن ارتفاع الأسعار والانهيار المالي في القطاع يجعلها غير كافية. كما أن التحويلات المالية تُخضع لعمولات تصل إلى 40%.
تنقل على الأقدام.. وخطر الاستهداف
أكدت الوكالة أنها لا تستطيع تزويد فريقها بالمعدات أو الوقود، مما يجبر المراسلين على التنقل مشياً على الأقدام أو باستخدام عربات تجرها الحمير، لتجنب استهدافهم من الطيران الإسرائيلي.
أحلام: لا أعلم إن كنت سأعود حيّة
تطرّق البيان إلى حالة الصحفية “أحلام”، التي تعيش في جنوب القطاع، وتواصل تغطية الأحداث رغم انهيار الظروف. ونُقل عنها قولها:
“في كل مرة أغادر فيها الخيمة لتغطية حدث أو توثيق واقعة، لا أعلم إن كنت سأعود حيّة.”
وأكدت أن أكبر المشاكل التي تواجهها هي نقص الغذاء والماء، مضيفة: “المقاومة ليست خيارًا… بل ضرورة”.
“أكثر من ثلاث سنوات من الجحيم”
قال بشار في رسالة أخرى، يوم الأحد:
“للمرة الأولى، أشعر أنني مهزوم. لأكثر من ثلاث سنوات نعيش في الجحيم. لم نعد نجد الكلمات لنشرح للعالم أننا نعيش بين الموت والجوع.”
ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مساعدته في الخروج من غزة، قائلًا: “أتمنى أن يساعدني السيد ماكرون في الخروج من هذا الجحيم.”
سابقة في تاريخ وكالة فرانس برساختتم البيان بالقول:
