الأونروا تحذر من تفشي الإنهاك والجوع بين موظفيها داخل غزة المحاصرة

كشف المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين أن العاملين في قطاع غزة يواجهون ظروفًا إنسانية متدهورة إلى حد خطير مشيرًا إلى أن العديد من أفراد الطواقم الطبية والموظفين التابعين للوكالة يعانون من حالات إغماء متكررة نتيجة الجوع الشديد والإرهاق الجسدي بسبب ضغط العمل المتواصل وعدم توفر المواد الغذائية الأساسية
وأكد المفوض أن الوضع الإنساني داخل قطاع غزة بلغ مستويات غير مسبوقة حيث أصبحت مقومات البقاء الأساسية مهددة بشكل صارخ ما أدى إلى تفاقم معاناة المدنيين والكوادر الإنسانية على حد سواء مشيرًا إلى أن فرق العمل الميدانية أصبحت تجد صعوبة متزايدة في أداء مهامها اليومية جراء النقص الحاد في الموارد والضغوط الجسدية والنفسية المتصاعدة
وأوضح أن الأطقم الطبية والعاملين في المراكز الإغاثية يواصلون العمل لساعات طويلة دون الحصول على أي استراحة أو وجبات غذائية كافية مما أدى إلى انهيار بعضهم وسط الظروف الميدانية القاسية لافتًا إلى أن المرافق الصحية تعاني من نقص كبير في الإمدادات الطبية ومولدات الطاقة والمياه النظيفة الأمر الذي يهدد استمرارية تقديم الخدمات الحيوية للمحتاجين في ظل الحصار المستمر
وأشار إلى أن الأوضاع في غزة لم تعد تقتصر على الكارثة الإنسانية فحسب بل تحولت إلى أزمة متفاقمة تهدد بانهيار كامل للمنظومة الصحية والإغاثية موضحًا أن عدم وصول الإمدادات الكافية من الغذاء والدواء والوقود يعمق المأساة اليومية التي يعيشها السكان والموظفون على حد سواء
وفي ضوء هذه التطورات دعا المفوض إلى تحرك دولي عاجل لتمكين الوكالة من مواصلة تقديم خدماتها الأساسية وتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية عبر المعابر بشكل آمن ومستمر مؤكدًا أن استمرار هذا الوضع دون تدخل ملموس قد يؤدي إلى نتائج كارثية على الصعيدين الصحي والإنساني
ويأتي هذا التحذير في وقت تتزايد فيه التقارير الدولية عن تدهور الأوضاع المعيشية في القطاع جراء الحصار المفروض منذ أشهر وتعرض البنية التحتية للخدمات الأساسية لأضرار جسيمة ما يعقد مهمة الإغاثة ويزيد من الضغط على الكوادر العاملة في الميدان التي باتت تعمل في ظروف توصف بأنها غير إنسانية
ويتزامن تصاعد الأزمة مع تراجع التمويل الدولي المخصص للوكالة ما يحد من قدرتها على الاستجابة للاحتياجات المتزايدة للسكان في القطاع حيث يعاني ملايين الأشخاص من نقص الغذاء والمياه وخدمات الرعاية الصحية والتعليم وسط تحذيرات من خطر انهيار شامل إذا لم يتم التحرك فورًا لدعم الجهود الإغاثية القائمة
ويطالب المفوض العام بضرورة تحمل المجتمع الدولي لمسؤولياته تجاه المدنيين في غزة والعمل على وقف التدهور المتسارع الذي يمس حياة الآلاف من الأبرياء مؤكدًا أن صمت العالم تجاه ما يجري يفاقم المأساة ويقوض مبادئ العمل الإنساني التي يفترض أن تكون فوق كل اعتبارات سياسية