الجامعة العربية تطالب بتحرك فوري لوقف مجاعة غزة وإنهاء الحصار

في ظل تصاعد المعاناة الإنسانية داخل قطاع غزة عقد مجلس الجامعة العربية اجتماعًا طارئًا ناقش خلاله الأوضاع الكارثية التي يعيشها سكان القطاع نتيجة الحصار المشدد الذي تفرضه قوات الاحتلال وما تبعه من تفاقم الجوع ونقص الغذاء والدواء والانهيار الكامل للخدمات الأساسية
البيان الختامي للاجتماع أكد أن ما يحدث في غزة تجاوز كل الخطوط الحمراء حيث تحولت مناطق واسعة إلى بؤر مجاعة حقيقية تشهد حالات وفاة يومية بسبب الجوع والعطش وانعدام الرعاية الصحية وأشار المجلس إلى أن هذا الحصار الممنهج يدخل ضمن أدوات الإبادة الجماعية ويشكل انتهاكًا فادحًا لكل القوانين الدولية
وحذر المجلس من أن استمرار الوضع الراهن ينذر بانفجار إنساني غير مسبوق داعيًا المجتمع الدولي لاتخاذ خطوات عملية من أجل وقف هذه الكارثة ووقف استخدام التجويع كسلاح في وجه المدنيين الأبرياء
التحرك العربي تضمن مطالبة مباشرة لمجلس الأمن بتحمل مسؤولياته وفرض قرارات عاجلة تلزم الاحتلال بفتح المعابر والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية دون قيد أو شرط وشدد المجلس على ضرورة حماية فرق الإغاثة والطواقم الطبية التي تعمل وسط ظروف قاسية في مناطق النزاع
كما أعلن المجلس رفضه القاطع لأي ترتيبات إنسانية يشارك فيها الاحتلال بشكل مباشر أو غير مباشر محذرًا من استغلال هذه الآليات كغطاء لاستمرار الحصار والتهجير
وأكدت الدول الأعضاء أن ما يحدث في غزة ليس أزمة طارئة بل كارثة ممنهجة تهدف لتفريغ الأرض من سكانها عبر التجويع والترهيب وهو ما يشكل جريمة يعاقب عليها القانون الدولي وتحديدًا ميثاق روما المؤسس للمحكمة الجنائية الدولية
وشدد المجلس على ضرورة محاسبة المسؤولين عن هذه الممارسات وملاحقتهم قانونيًا أمام المؤسسات الدولية وطالب بتفعيل كافة الآليات القانونية والإعلامية والديبلوماسية لفضح سياسات الاحتلال وداعميه
من جهة أخرى رحب المجلس بالمواقف الدولية التي أدانت سياسات التجويع وحصار المدنيين مشيرًا إلى أن أكثر من 28 دولة أبدت تضامنها مع الشعب الفلسطيني وطالبت بإنهاء فوري للحصار وفتح ممرات آمنة للمساعدات
وأوصى الاجتماع بإبقاء المجلس في حالة انعقاد دائم لمتابعة تطورات الأزمة وتكليف الأمانة العامة بالتواصل مع المنظمات الإقليمية والدولية لتنسيق جهود الإغاثة ودعم سكان القطاع المحاصر
يرى خبراء في الشؤون الإقليمية أن التحرك العربي الأخير يمثل نقطة تحول في الموقف الجماعي تجاه الوضع في غزة خصوصًا مع تزايد الضغوط القانونية على الاحتلال وتنامي الوعي الدولي بخطورة المأساة
ويرجح المراقبون أن تسهم هذه الدينامية السياسية في خلق زخم جديد على الساحة الدولية قد يدفع باتجاه تحرك فعلي لإنقاذ السكان ووقف العدوان ورفع الحصار وهو ما قد يشكل بداية تغيير ملموس في مسار الأزمة الممتدة منذ أشهر
الموقف العربي الموحد اليوم لم يعد يكتفي بالإدانة بل تحول إلى دعوة واضحة لاتخاذ إجراءات ملموسة لحماية المدنيين وإنهاء سياسة التجويع وتثبيت الحق في الحياة الكريمة لسكان غزة باعتباره جزءًا لا يتجزأ من الأمن الإقليمي والاستقرار الدولي