العالم العربي

الأمم المتحدة تحذر من انهيار شامل في لبنان وتدعو لتحرك عاجل لإطلاق جهود التعافي

دعت الأمم المتحدة، الخميس، إلى تحرك عاجل ومنسق لإطلاق جهود التعافي في لبنان، في ظل أزمة متفاقمة خلفتها الحرب الإسرائيلية الأخيرة على البلاد، إلى جانب سلسلة من الأزمات الاقتصادية والسياسية المستمرة منذ سنوات.

جاء ذلك في تقرير مشترك بعنوان “الآثار الاجتماعية والاقتصادية لحرب 2024 على لبنان”، أعده كل من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا)، بالتعاون مع منظمات اليونيسف، والعمل الدولية، وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية.

أكثر من 1.2 مليون نازح ودمار واسع للبنية التحتية

سلّط التقرير الضوء على الآثار المدمرة للحرب الإسرائيلية على لبنان، مشيرًا إلى أن النزاع تسبّب في تهجير أكثر من 1.2 مليون شخص، وتضرر 64 ألف مبنى بين دمار كلي وجزئي، بالإضافة إلى توقف التعليم لمئات الآلاف من الطلاب.

الاقتصاد اللبناني ينكمش 38٪ خلال 5 سنوات

أشار التقرير إلى أن الاقتصاد اللبناني انكمش بنسبة 38 في المئة بين عامي 2019 و2024، مع تضرر بالغ للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، التي تمثل 90٪ من الاقتصاد اللبناني.
وبحسب التقرير:

  • 15٪ من المؤسسات أغلقت بشكل دائم.
  • 75٪ علّقت نشاطها مؤقتًا خلال الحرب.
  • 30٪ فقدت كامل القوى العاملة.
  • وفي المناطق الأكثر تضررًا، أُجبرت 70٪ من المؤسسات على الإغلاق التام.

توقعات بالتعافي… مشروطة بالإصلاحات

رغم هذا الانكماش الكبير، يقدّم التقرير نظرة متفائلة مشروطة، حيث يشير إلى أن التعافي الكامل ممكن في حال تنفيذ إصلاحات هيكلية شاملة، مع إمكانية تحقيق نمو اقتصادي يصل إلى:

  • 8.2٪ في عام 2026
  • 7.1٪ في عام 2027

إلا أن التقرير يُحذّر من أن الناتج المحلي الإجمالي سيبقى أدنى بنسبة 8.4٪ من ذروته المسجلة عام 2017، التي بلغت حينها 51.2 مليار دولار.

توصيات: التركيز على قطاعات حيوية

أوصى التقرير بإعطاء الأولوية لقطاعات الزراعة، والبناء، والسياحة، والصناعة، باعتبارها محركات رئيسية قادرة على الدفع بعجلة النمو الاقتصادي.

الأمم المتحدة: لبنان على مفترق طرق

أكدت بليرتا أليكو، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في لبنان، أن لبنان يقف عند مفترق طرق، وقالت إن التقرير يمثل دعمًا مباشرًا للحكومة اللبنانية في تحديد الأولويات وصياغة خطة تعافٍ وطنية شاملة.

وأضافت:

“لكي تكون هذه العملية مستدامة وشاملة، لا بدّ لمؤسسات الدولة أن تكون قوية ومجهزة لتقديم الخدمات الأساسية”.

الحرب الإسرائيلية على لبنان وخروقات وقف إطلاق النار

يُذكر أن إسرائيل شنت في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، عدوانًا على لبنان تطور إلى حرب شاملة في 23 سبتمبر/ أيلول 2024، أسفرت عن أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو 17 ألف جريح.

ورغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024 بين “حزب الله” وإسرائيل، إلا أن الأخيرة خرقته أكثر من 3 آلاف مرة، ما أدى إلى 258 قتيلاً و562 جريحاً، وفق بيانات رسمية.

ولا يزال الجيش الإسرائيلي يحتل خمس تلال لبنانية سيطر عليها خلال الحرب، إلى جانب مناطق أخرى محتلة منذ عقود، ما يُبقي ملف السيادة اللبنانية مفتوحًا وسط تدهور إنساني واقتصادي غير مسبوق.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى