النرويج تكتشف ودائع فوسفات تفوق الاحتياطي العالمي وتُحدث نقلة في صناعة البطاريات

أعلنت شركة نورگ النرويجية اكتشاف احتياطي ضخم من صخور الفوسفات في “روگالاند” يبلغ 70 مليار طن، مما يمثل معظم الاحتياطي العالمي البالغ 71 مليار طن.
تحوّل في مستقبل بطاريات السيارات الكهربائية
يُعد الفوسفات عنصرًا أساسيًا في أحد أنواع بطاريات الليثيوم-أيون، المستخدمة على نطاق واسع في السيارات الكهربائية، ويشهد الطلب عليها تزايدًا كبيرًا مع التوسع في سوق المركبات الخضراء. وقدّر محللون أن احتياطي منجم روگالاند قد يُغطي احتياجات العالم من الفوسفات لمدة تصل إلى خمسين عامًا.
حتى وقت الاكتشاف، كانت خمس دول فقط تستحوذ على 85% من احتياطيات الفوسفات عالميًا، منها 70% في المغرب وحده. وتتصدر الصين قائمة المنتجين بإجمالي 85 مليون طن عام 2021، تليها المغرب بـ38 مليون طن، مما خلق قلقًا عالميًا بشأن عدالة توزيع هذا المورد الحيوي.
“يُعتبر الفوسفات مادة حيوية أساسية، إذ تدخل في الصناعات الزراعية والتكنولوجية الحساسة، وأي اختلال في إمداداته قد يُربك أسواق الغذاء والطاقة معًا.”
إنقاذ من معضلة محتملة بين الغذاء والطاقة
مع توجيه نحو 90% من الفوسفات العالمي للأسمدة الزراعية، و10% فقط لصناعة بطاريات فوسفات الليثيوم حديد، يخشى بعض الخبراء من صراع قادم بين القطاعين الزراعي والتكنولوجي. لكن اكتشاف النرويج الجديد قد يُخفف هذا التوتر، ويوفر توازنًا بين متطلبات الأمن الغذائي وصناعة الطاقة النظيفة.
من “بطاريات الوقود” إلى “بطاريات الأسمدة”
بطاريات الليثيوم-أيون التي تعتمد على الفوسفات تُعد خيارًا آمنًا وفعّالًا، رغم أنها أقل كثافة من حيث الطاقة مقارنة ببطاريات النيكل أو الكوبالت. وتتميز بقدرتها على الشحن الكامل دون تقليل عمرها الافتراضي، مع كونها أكثر أمانًا وأرخص ثمنًا.
وقد أشار إيلون ماسك إلى أن شركة “تسلا” ستُحول المزيد من إنتاجها إلى هذه البطاريات، نظرًا لتناسبها مع السيارات متوسطة المدى ووحدات التخزين الثابتة.
“رغم أن إعادة تدوير بطاريات الليثيوم-أيون ما زالت تمثل تحديًا بسبب انخفاض قيمتها السوقية، إلا أن بساطة مكوناتها تجعلها قابلة للتطوير المستقبلي في مجال إعادة الاستخدام.”
فرصة ذهبية لأوروبا الصناعية
بحسب وكالة الطاقة الدولية، فإن 30% من السيارات الكهربائية الجديدة عالميًا تعتمد على بطاريات الليثيوم-أيون، ومعظمها يُنتج في الصين. ومع اكتشاف روگالاند، قد تنفتح أمام أوروبا نافذة استراتيجية لتقليل اعتمادها على واردات المواد الخام، وتعزيز سلاسل الإمداد المستقلة.
من المتوقع أن ينمو سوق هذه البطاريات من 10 مليارات دولار إلى 50 مليار دولار أمريكي بين عامي 2021 و2028، ما يبرز أهمية الاكتشاف النرويجي في قلب التحول الطاقي العالمي.