السيسي يجدد رفض تهجير الفلسطينيين ويؤكد ضرورة بدء إعادة إعمار غزة

جدد عبد الفتاح السيسي، الأربعاء، تأكيد موقف مصر “الثابت الرافض لتهجير الفلسطينيين من أرضهم”، مشددًا على ضرورة البدء في عملية إعادة إعمار قطاع غزة فور وقف إطلاق النار.

جاء ذلك خلال اتصال هاتفي تلقاه السيسي من رئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس، بحسب بيان صادر عن المتحدث باسم رئاسة الجمهورية السفير محمد الشناوي، نُشر عبر صفحته الرسمية على فيسبوك.

إقامة الدولة الفلسطينية السبيل الوحيد للاستقرار

أكد الرئيس المصري، وفق البيان، أن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، استنادًا إلى قرارات الشرعية الدولية، هو السبيل الوحيد لإرساء السلام والاستقرار الدائمين في منطقة الشرق الأوسط.

وأوضح البيان أن الاتصال تناول الأوضاع الإقليمية الراهنة، حيث استمع رئيس الوزراء اليوناني إلى رؤية مصر بشأن سبل التهدئة وتسوية النزاعات في المنطقة.

كما استعرض السيسي خلال الاتصال الجهود المصرية الحثيثة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل إلى القطاع.

خطة عربية لإعمار غزة دون تهجير

أشار البيان إلى أن مصر تسعى لتفعيل خطة مشتركة اعتمدتها جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي في مارس/آذار الماضي، لإعادة إعمار غزة خلال خمس سنوات بتكلفة تصل إلى 53 مليار دولار، دون تهجير السكان الفلسطينيين.

إلا أن الخطة واجهت رفضًا من جانب إسرائيل والولايات المتحدة، اللتين تتمسكان بمخطط الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بخصوص تهجير سكان غزة إلى دول مجاورة، من بينها مصر والأردن، وهو ما رفضته القاهرة وعمان وعدد من الدول العربية والمنظمات الإقليمية والدولية.

خلفية العدوان الإسرائيلي

تواصل إسرائيل، بدعم أمريكي، شن حرب إبادة جماعية على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، خلفت أكثر من 202 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، وسط تفشي المجاعة في القطاع.

الملف الليبي: دعم المسار السياسي وتوحيد الحكومة

في سياق آخر، تناول الاتصال بين الرئيس المصري ورئيس الوزراء اليوناني تطورات الأوضاع في ليبيا، حيث تم التأكيد على أهمية الحفاظ على السلم والاستقرار، ومواصلة دعم المسار السياسي للوصول إلى تشكيل حكومة موحدة تشرف على تنظيم الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بشكل متزامن.

وتشهد ليبيا انقسامًا بين حكومتين: حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، المعترف بها دوليًا ومقرها طرابلس، وحكومة أخرى يرأسها أسامة حماد، مُعيّنة من مجلس النواب ومقرها بنغازي، وتلقى دعمًا من قائد قوات الشرق خليفة حفتر.

ويأمل الليبيون أن تؤدي الانتخابات المنتظرة إلى إنهاء الأزمة المستمرة منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011.

ترسيم الحدود البحرية: تعاون مصري يوناني مستمر

واختتم البيان بالإشارة إلى أن الاتصال تطرق أيضًا إلى ملف تعيين الحدود البحرية في شرق المتوسط، حيث جرى التأكيد على أهمية مواصلة التنسيق والتعاون بين البلدين لتحقيق التنمية والازدهار لجميع شعوب المنطقة.