الدكتور أيمن نور: ما حدث في تونس انقلاب دستوري مكتمل الأركان… والربيع العربي لم يمت بل يتجدد

شارك الدكتور أيمن نور، زعيم حزب غد الثورة، في ندوة فكرية بعنوان: “هل مات الربيع العربي؟.. مصر وتونس نموذجًا”، مساء الجمعة 25 يوليو 2025، بحضور نخبة من النشطاء والمفكرين العرب، حيث قدم قراءة شاملة في واقع الثورات العربية ومآلاتها، مؤكدًا أن الربيع العربي لم ينتهِ، بل هو في طور التجدّد والاستعداد لموجات قادمة.

في بداية كلمته، أشار نور إلى أن موعد الندوة يتزامن مع ذكرى الاستفتاء الدستوري الذي أجراه الرئيس التونسي قيس سعيد في مثل هذا اليوم قبل ثلاث سنوات، واصفًا ما حدث بأنه “جريمة دستورية مكتملة الأركان”.

⁠”نحن لا ننسى هذه الذكرى… الاستفتاء الذي تم في تونس لم يكن تعبيرًا عن إرادة شعبية، بل كان غطاء لانقلاب على المسار الديمقراطي.”

تونس ومصر… من الانقلاب العسكري إلى الانقلاب الدستوري

أوضح الدكتور نور أن ما حدث في تونس عام 2022 لا يختلف جوهريًا عما وقع في مصر عام 2013، إلا أن الأساليب اختلفت. ففي حين شهدت مصر انقلابًا عسكريًا مباشرًا، لجأت تونس إلى انقلاب ناعم عبر أدوات قانونية ودستورية مفرغة من مضمونها.

وأكد أن كلا التجربتين تُعبران عن مشروع إقليمي أوسع لإجهاض ثورات الربيع العربي، والعودة إلى أنظمة الاستبداد بشكل ممنهج.

الثورات لا تموت… بل تمر بموجات وانكسارات

في سياق الندوة، شدد الدكتور نور على أن الحديث عن “موت الربيع العربي” يُعد اختزالًا غير دقيق، مشيرًا إلى أن الثورات تمر بمراحل تراجع ثم تعود بزخم أكبر.

⁠”الثورة ليست حدثًا عابرًا، بل مسار طويل مليء بالمنحنيات… الربيع العربي يشبه المدّ والجزر، يعود كلما عاد الاستبداد.”

وأشار إلى أن الأزمات التي تعانيها الأنظمة الحالية في مختلف الدول العربية هي دليل على فشل مشروع الاستبداد في تقديم حلول حقيقية.

⁠”حجم الفشل السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي تعانيه هذه الأنظمة اليوم، سيكون أحد دوافع انطلاقة موجة جديدة من الربيع العربي.”

دعوة للتضامن وتجديد الثقة في الشعوب

في ختام مداخلتة الاولى، وجّه الدكتور أيمن نور دعوة صريحة إلى تعزيز التضامن بين النشطاء العرب، وتجديد الإيمان بقدرة الشعوب على التغيير.

⁠”الربيع العربي لم يكن خطأ، بل كان أملًا كبيرًا… وما نعيشه اليوم من انتكاسات هو مجرد انحناءة، لا تعني نهاية الطريق.”