العالم العربيفلسطين

“المجلس العربي” في جنيف: التجويع في غزة “إبادة جماعية صامتة” والعالم شريك في الجريمة بالصمت

عبّر “المجلس العربي” (مقره جنيف) عن صدمته واستنكاره الشديدين تجاه تفاقم الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، في ظل استمرار ما وصفه بـ”جريمة التجويع المنهجي والمتعمّد” التي يتعرض لها أكثر من مليوني مدني، محذّرًا من تحولها إلى “إبادة جماعية صامتة” إذا لم يتحرك المجتمع الدولي على الفور.

وقال المجلس، في بيان صادر من مقره بجنيف، إن سياسة الحصار والتجويع التي تُمارس ضد سكان غزة تمثل “انتهاكًا صارخًا لكل القيم الإنسانية والشرائع الدولية”، مشيرًا إلى أنها تسببت في وفاة العشرات من الأطفال وكبار السن، نتيجة الجوع والعطش وغياب الدواء.

وأكد البيان أن الاحتلال الإسرائيلي يتحمل المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة، مستخدمًا الحصار والتجويع كأدوات لإخضاع سكان القطاع ومنع وصول المساعدات، في مخالفة واضحة وصريحة للقانون الدولي الإنساني.

دعوة عاجلة لكسر الحصار وتحميل دول عربية المسؤولية

وحمل “المجلس العربي” بعض الدول العربية التي تستمر بالمشاركة في الحصار، سواء عبر إغلاق المعابر أو التنسيق الأمني أو الصمت الرسمي، مسؤولية أخلاقية وإنسانية مباشرة عن ما يجري، داعيًا إلى كسر الحصار فورًا وفتح المعابر أمام المساعدات والفرق الإغاثية لإنقاذ المدنيين من الموت المحقّق.

وانتقد البيان بشدة ازدواجية المعايير لدى القوى الدولية، التي تكتفي بإصدار بيانات الشجب بينما تستمر في دعم الاحتلال سياسيًا وعسكريًا، وتوفر له الغطاء اللازم للاستمرار في ما وصفه بـ”المهمة القذرة”.

وفي ضوء ما وصفه بـ”الوضع الكارثي”، دعا المجلس الشعوب العربية، والقوى المدنية، وكل الضمائر الحية حول العالم، إلى التحرك العاجل نهاية هذا الأسبوع، من خلال مظاهرات سلمية ومسيرات جماهيرية في العواصم والمدن، للضغط من أجل وقف العدوان وإنهاء الحصار، وبدء عملية جدية لإعادة إعمار ما دمره الاحتلال.

وشدد البيان على أن ما يجري في غزة “يمسّ ضمير الإنسانية جمعاء”، وأن الصمت شكل من أشكال التواطؤ، مجددًا تضامنه الكامل والثابت مع الشعب الفلسطيني، ومؤكدًا أن معركة غزة هي معركة كرامة وعدالة وحرية، لا تخص فلسطين وحدها، بل تخص الأمة بأسرها وكل أحرار العالم.

“أونروا” تحذّر: الجوع يفتك بالسكان وموظفينا يُغمى عليهم

وكانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” قد حذّرت الأربعاء من تفاقم الأوضاع الإنسانية الكارثية في غزة، مؤكدة أن “الجوع الشديد يدفع السكان، بمن فيهم موظفو الوكالة، إلى فقدان الوعي”، في ظل استمرار الحصار ومنع إدخال المساعدات.

وقالت الوكالة في بيان رسمي عبر منصتها على “إكس” (تويتر سابقًا)، إن “حالات الإغماء بسبب الجوع باتت شائعة بين الفلسطينيين”، مشيرة إلى “وفيات بين الأطفال وذوي الإعاقة نتيجة سوء التغذية الحاد”.

وأضافت أن آلاف الشاحنات المحملة بالمساعدات لا تزال عالقة، بانتظار السماح لها بالدخول منذ أن فرضت سلطات الاحتلال حظرًا على دخولها في مارس/آذار الماضي.

وجددت “أونروا” دعوتها إلى رفع الحصار المفروض على القطاع بشكل فوري، مؤكدة أن “إدخال المساعدات الإنسانية أصبح ضرورة لإنقاذ الأرواح ووقف المجاعة المتفاقمة”.

مستشفيات غزة تسجل وفيات جديدة بسبب الجوع

وفي وقت سابق من الخميس، قالت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، إن “مستشفيات القطاع سجلت 10 حالات وفاة جديدة بسبب المجاعة وسوء التغذية خلال 24 ساعة فقط”، ما يرفع عدد وفيات المجاعة إلى 111 حالة منذ بداية الأزمة.

وتُغلق معابر قطاع غزة بشكل كامل منذ أكثر من 140 يومًا، رغم اتفاق سابق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، تنصلت منه قوات الاحتلال، ما فاقم الكارثة الإنسانية التي وصفتها تقارير أممية بأنها غير مسبوقة في التاريخ الحديث.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى