العالم العربي

درعا تستقبل آخر دفعة من مهجري السويداء بعد اتفاق وقف إطلاق النار

استقبلت محافظة درعا جنوبي سوريا، مساء الخميس، الدفعة الرابعة والأخيرة من المهجرين القادمين من محافظة السويداء المجاورة، وذلك بموجب اتفاق وقف إطلاق النار المبرم مؤخرًا لإنهاء الاشتباكات الدامية بين مكونات المحافظة.

وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية، إن محافظة درعا استقبلت 248 شخصًا من العائلات التي كانت محتجزة في السويداء على يد ما وصفتها بـ”مجموعات خارجة عن القانون”، معظمهم من النساء والأطفال.

وعرضت صورًا تظهر علامات الحزن والإرهاق على وجوه المهجرين، في مشهد يُلخّص حجم المعاناة التي عاشوها خلال الأيام الماضية.

قافلة من 8 حافلات إلى مراكز الإيواء

من جانبها، أعلنت محافظة السويداء عبر منصة “تلغرام” أن الدفعة الأخيرة من عشائر البدو خرجت على متن 8 حافلات، تقل غالبية من النساء والأطفال، متجهة إلى مراكز إيواء في داعل والنعيمة واليادودة والمزيريب في ريف درعا.

وكانت الدفعة الثالثة من المهجرين قد خرجت في وقت سابق من صباح الخميس، بعد أن سبقتها الدفعتان الأولى والثانية يومي الاثنين والثلاثاء.

الداخلية السورية: التهجير مؤقت… والأمن سيعود

وفي وقت سابق، صرّح نور الدين البابا، متحدث وزارة الداخلية السورية، أن خروج العائلات من السويداء هو “إجراء مؤقت”، مؤكدًا أن جميعهم سيعودون إلى منازلهم بعد تأمين الأوضاع.

وأشار إلى أن الأهالي تعرضوا لانتهاكات من قبل “مجموعات خارجة عن القانون”، وأن الوزارة تسعى إلى بسط الأمن والاستقرار في السويداء بشكل كامل.

خلفية: اشتباكات دامية واتفاقات هشة

ومنذ مساء الأحد، يسري اتفاق وقف لإطلاق النار في محافظة السويداء، عقب أسبوع من الاشتباكات المسلحة بين مجموعات درزية وعشائر بدوية، أسفرت عن مقتل 426 شخصًا، وفقًا لتقارير الشبكة السورية لحقوق الإنسان.

وكانت الحكومة السورية قد أعلنت أربعة اتفاقات لوقف إطلاق النار منذ بدء التصعيد، كان آخرها السبت، فيما لم تصمد الاتفاقات الثلاثة الأولى بسبب خروقات متكررة.

ويُذكر أن بعض الانتهاكات نُسبت إلى مجموعات تابعة لحكمت الهجري، أحد أبرز مشايخ عقل الطائفة الدرزية، خاصة فيما يتعلق بتهجير عدد من أبناء عشائر البدو من السنة وارتكاب تجاوزات بحقهم.

مرحلة جديدة بعد الإطاحة بالأسد

تأتي هذه التطورات ضمن سياق أوسع من التحولات السياسية والأمنية في البلاد، بعدما شهدت سوريا إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد في 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، إثر حكمٍ استمر 24 عامًا.

وتبذل الإدارة السورية الجديدة جهودًا مكثفة لإعادة ضبط الأمن والاستقرار، خاصة في المناطق التي تشهد توترات عرقية أو طائفية مزمنة، مثل السويداء ودرعا.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى