
حذّرت الكاتبة والباحثة المصرية مي عزام من خطورة الترويج لفكرة تهجير سكان قطاع غزة كحل “إنساني” للمأساة التي يعيشونها، مؤكدة أن هذه الدعوات – رغم صدورها عن أطراف مؤيدة للفلسطينيين – تُعد تكرارًا لمشروع تهجيري يخدم دولة الاحتلال وأهدافها التوسعية.
وفي منشور عبر صفحتها الشخصية على “فيسبوك”، الجمعة، كتبت عزام:
“هناك أصوات كثيرة تتحدث الآن عن تهجير سكان غزة كحل إنساني للمأساة التي يعيشونها. وهؤلاء ليسوا من داعمي دولة الاحتلال، بل العكس، من داعمي الفلسطينيين وحقهم في حياة آمنة كريمة في وطنهم… وهنا تكمن المأساة وتضيع الحقوق بحسن النية”.
تهجير غزة… مشروع نتنياهو وترامب
وأضافت عزام أن الدعوة للتهجير تُعد هدفًا معلنًا لإسرائيل واليمين الصهيوني، قائلة:
“هذا تمامًا ما سعى إليه ترامب ونتنياهو وحلفاؤهم: أن يصبح العدو والصديق في صف واحد، وهو صف الدعوة إلى التهجير كحل لمأساة الفلسطينيين في غزة”.
وأشارت إلى أن هذه الرؤية تمنح الأولوية لحق الحياة على حساب حق العودة والبقاء في الأرض، معتبرة أن ذلك يحوّل تمسك الفلسطينيين بأرضهم إلى ما يُشبه الانتحار في نظر بعض الشعوب.
تحذير من استغلال العجز لصالح الاحتلال
وحذّرت عزام من انجرار البعض عن غير قصد إلى خدمة المشروع الصهيوني الغربي في المنطقة، مشيرة إلى أن العجز عن إنقاذ أهل غزة لا يبرر تحول الأصوات العربية إلى أداة في يد الاحتلال.
وقالت:
“الأفضل في مثل هذه الحالات هو الصبر والتزام الصمت، وإدراك طبيعة المرحلة التي نعيشها… إنها مرحلة تكسير العظام والمخاض المؤلم”.
مرحلة مفصلية ونظام عالمي جديد
وختمت مي عزام منشورها برسالة أمل مشروطة بالوعي، قائلة:
“نحن في مرحلة يتم فيها التمهيد لنظام عالمي جديد متعدد الأقطاب، وقد يجد فيه الضعفاء فرصة للحرية والاستقلال… وتحمل الألم أفضل بكثير من الاستسلام لمخطط الواقع الصهيوني الذي يُفرض علينا عبر شاشات الفضائيات”.