المكتب الإعلامي يحذر: أكثر من 100 ألف طفل مهددون بالمجاعة بسبب نقص الحليب والمكملات الغذائية

حذر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، السبت، من خطر موت جماعي يهدد أكثر من 100 ألف طفل في القطاع، بسبب نفاد حليب الأطفال والمكملات الغذائية، وسط استمرار سياسة التجويع التي تمارسها إسرائيل، بالتزامن مع حرب الإبادة الجماعية المتواصلة منذ أكثر من 21 شهرًا.
وأوضح المكتب، في بيان، أن أكثر من 100 ألف طفل أعمارهم دون عامين، بينهم 40 ألف رضيع لم يتجاوزوا عامهم الأول، يواجهون خطر الموت الوشيك خلال أيام قليلة، في ظل غياب حليب الأطفال بشكل كامل، ومنع دخول المستلزمات الأساسية نتيجة إغلاق المعابر.
أمهات يُرضعن الماء بدل الحليب
وحذر البيان من أن قطاع غزة أمام “مقتلة جماعية مرتقبة ومتعمّدة تُرتكب ببطء ضد الأطفال الرضع”، مشيرًا إلى أن أمهات كثيرات أصبحن يُرضعن أبناءهن الماء بدلًا من الحليب منذ أيام، نتيجة الانهيار الكامل في سبل التغذية.وأضاف أن المستشفيات والمراكز الصحية في غزة تسجّل يوميًا مئات حالات سوء التغذية الحاد والمهدد للحياة، في وقت يعاني فيه القطاع الصحي من شبه انهيار تام، وسط انعدام الموارد الطبية والغذائية.
مطالب عاجلة لكسر الحصار ومنع الجريمة
طالب المكتب بإدخال حليب الأطفال والمكملات الغذائية فورًا إلى غزة، وفتح المعابر بشكل فوري ودون شروط، داعيًا إلى تحرك دولي عاجل لوقف المقتلة الجماعية البطيئة.
وشدد على ضرورة كسر الحصار الإجرامي بالكامل، محملًا إسرائيل والدول الداعمة لها “المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة الوشيكة”، مشيرًا إلى أن “استمرار الصمت الدولي هو تواطؤ صريح في الإبادة الجماعية بحق أطفال غزة”.
122 وفاة بسبب الجوع وسوء التغذية
رغم التحذيرات الدولية والأممية، تواصل إسرائيل إغلاق معابر قطاع غزة بالكامل منذ 2 مارس/ آذار الماضي، مانعة دخول الغذاء والدواء، ما أدى إلى تفشي المجاعة وظهور أعراض سوء التغذية الحاد لدى الأطفال والمرضى.
ووفق أحدث إحصاءات وزارة الصحة بغزة، بلغ عدد وفيات الجوع وسوء التغذية منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، 122 فلسطينيًا، بينهم 83 طفلًا.
المساعدات تحت السيطرة الإسرائيلية ورفض أممي
في ظل هذه الكارثة، يكافح الفلسطينيون للحصول على الدقيق، فيما تُستهدفهم إسرائيل عند نقاط توزيع المساعدات الأمريكية الواقعة في مناطق عسكرية خاضعة لها.
ومنذ 27 مايو/ أيار الماضي، بدأت إسرائيل تنفيذ خطة لتوزيع المساعدات عبر ما يُعرف بـ”مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية“، وهي جهة مدعومة أمريكيًا وإسرائيليًا، لكنها مرفوضة من قبل الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، لكونها خارج الأطر الشرعية للإغاثة الإنسانية.
خلفية الإبادة: أرقام صادمة ودعم أمريكي مستمر
منذ بدء العدوان في أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية على غزة، أسفرت عن أكثر من 203 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، وأكثر من 9 آلاف مفقود، إلى جانب مئات آلاف النازحين، وسط مجاعة تفتك بالسكان، وكل ذلك بدعم سياسي وعسكري أمريكي مباشر.