“أونروا” تنتقد إسقاط المساعدات جوًا وتطالب برفع الحصار عن غزة فورًا

في ظل تفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، وجّهت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” انتقادات حادة لخطط بعض الدول الغربية، وعلى رأسها بريطانيا، المتعلقة بإسقاط مساعدات غذائية عبر الجو، ووصفتها بأنها “تشتيت للانتباه ودخان للتغطية على حقيقة المأساة”.
لازاريني: الجوع المصنوع لا يُعالج بالاستعراضات
وقال فيليب لازاريني، المفوض العام لـ”أونروا”، في تغريدة عبر منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، السبت، إن “الإمدادات الجوية مكلفة، غير فعالة، وأقل كفاءة بكثير من إدخال المساعدات براً”، محذرًا من أن هذه العمليات “قد تودي بحياة مدنيين جائعين” في ظل الفوضى وغياب التنسيق.
وأضاف:
“الجوع المصنوع بأيدي البشر لا يُعالج إلا بالإرادة السياسية”، داعيًا إلى “رفع الحصار الإسرائيلي فورًا، وفتح المعابر، وضمان حرية وسلامة وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين”.
وأكد لازاريني أن لدى الوكالة ما يقارب 6 آلاف شاحنة مساعدات عالقة في الأردن ومصر، لكنها بانتظار الضوء الأخضر لدخول غزة، في ظل القيود الإسرائيلية المشددة المفروضة منذ مارس/ آذار الماضي.
وضع إنساني متدهور وتحذيرات من وفيات جماعية
تأتي هذه التصريحات في وقت تشير فيه تقارير محلية ودولية إلى أن الوضع الإنساني في غزة بلغ مرحلة الانهيار الكامل، مع تحذيرات من وفيات جماعية وشيكة بين الأطفال بسبب الجوع الشديد، وانهيار المنظومة الصحية.
ويعاني سكان غزة، البالغ عددهم نحو 2.2 مليون نسمة، من أوضاع مأساوية غير مسبوقة منذ بدء الحرب الإسرائيلية على القطاع قبل 22 شهرًا، حيث تم تدمير مساكن أكثر من 1.5 مليون فلسطيني، ما تركهم بلا مأوى أو مأكل أو رعاية طبية.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قد وجّه قبل أيام انتقادات حادة للمجتمع الدولي، واصفًا الوضع في غزة بأنه “أزمة أخلاقية تتحدى الضمير العالمي”، في ظل صمت دولي وتخاذل واضح عن اتخاذ خطوات حقيقية لإنهاء المجاعة والكارثة المستمرة.
مبادرات جوية محدودة لا تغيّر الواقع
ورغم إعلان بريطانيا ودول أخرى عن مبادرات لإسقاط مساعدات جوية وإجلاء بعض الأطفال المرضى، إلا أن “أونروا” أكدت أن هذه الخطوات لا تُحدث فرقًا حقيقيًا في مواجهة الجوع المتفاقم، بل تُستخدم لتغطية فشل المجتمع الدولي في معالجة الأسباب الجذرية للأزمة.
وأشارت الوكالة إلى أن عمليات إسقاط المساعدات جوًا سبق أن أدت إلى سقوط قتلى وجرحى، في ظل الفوضى التي يعيشها القطاع وانعدام التنسيق الميداني، ما يجعلها أداة دعائية أكثر منها إنسانية.
الحل: فتح المعابر ورفع الحصار
تُجمع منظمات الإغاثة الدولية على أن الحل الوحيد لمعالجة المأساة في غزة هو رفع الحصار بشكل كامل، وضمان تدفّق كريم وآمن ومستمر للمساعدات الإنسانية عبر الطرق البرية، إلا أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل عرقلة هذه الجهود منذ مارس الماضي، عبر إغلاق المعابر ورفض التفاهمات الخاصة بوقف إطلاق النار أو تبادل الأسرى.
وتُضاف هذه العرقلة إلى سياسات التجويع والقصف والتدمير والتهجير القسري التي تمارسها إسرائيل، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ضمن حرب إبادة جماعية بدعم أمريكي مباشر، راح ضحيتها أكثر من 204 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 9 آلاف مفقود، ومجاعة أودت بحياة المئات.