أقدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، على تسليم المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية وخطيب المسجد الأقصى المبارك، الشيخ محمد حسين، قرارًا بالإبعاد عن المسجد الأقصى لمدة أسبوع قابل للتجديد، وذلك على خلفية حديثه عن غزة في خطبة الجمعة الأخيرة.

قرار بالإبعاد بعد استدعاء وتحقيق

أفادت محافظة القدس بأن قوات الاحتلال استدعت الشيخ محمد حسين للتحقيق صباح اليوم، حيث تم تسليمه قرارًا بالإبعاد عن الأقصى لثمانية أيام إضافية، بعد أن كان قد أُلقي القبض عليه يوم الجمعة الماضي من داخل باحات المسجد.

وأوضح المفتي العام أن سلطات الاحتلال استدعته إلى مركز تحقيق تابع للمخابرات الإسرائيلية في البلدة القديمة من القدس، عقب خطبته يوم الجمعة التي استنكر فيها سياسة التجويع التي ينتهجها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

اعتقال سابق داخل باحات المسجد الأقصى

وكانت قوات الاحتلال قد اعتقلت الشيخ محمد حسين يوم الجمعة من داخل باحات المسجد الأقصى عقب إلقائه خطبة الجمعة، قبل أن تُفرج عنه لاحقًا.

وذكرت “دائرة الأوقاف الإسلامية” أن شرطة الاحتلال اقتادت المفتي بعد الخطبة إلى باب المغاربة، في مشهد أثار استنكارًا واسعًا من أوساط دينية وشعبية فلسطينية.

استهداف مباشر للخطاب الديني المناصر لغزة

يأتي هذا القرار ضمن سلسلة اعتداءات متواصلة تستهدف الخطاب الديني في القدس، خاصة في ظل تصاعد المواقف الشعبية والدينية الرافضة للعدوان على غزة، ومحاولات الاحتلال إسكات الأصوات التي تندد بجرائم الإبادة والتجويع والتدمير.

إبادة جماعية مستمرة في غزة وسط صمت دولي

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، بدعم أميركي، ارتكاب إبادة جماعية ضد سكان قطاع غزة، تشمل القتل الممنهج والتجويع والتدمير والتهجير، وسط تجاهل للنداءات الدولية المتكررة وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف العدوان.

وقد أسفر هذا العدوان عن استشهاد وإصابة أكثر من 203 آلاف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 11 ألف مفقود، ومجاعة قاتلة حصدت أرواح عشرات الأطفال، بالإضافة إلى دمار شامل ومحو مدن وبلدات بكاملها من على الخريطة.