الجيش الإسرائيلي يزعم استئناف إنزال مساعدات على غزة بالتزامن مع تحرك سفينة “حنظلة”.. وتحذيرات أممية من خطر الموت الجماعي

أعلن الجيش الإسرائيلي، أنه سيستأنف عمليات إسقاط جوي “محدود” للمساعدات الغذائية فوق قطاع غزة، بالتعاون مع منظمات دولية وسلاح الجو، في خطوة اعتبرها مراقبون محاولة لتخفيف الضغوط الدولية المتصاعدة بسبب تفاقم المجاعة بالقطاع، بالتزامن مع توجه سفينة “حنظلة” لكسر الحصار.
عمليات إسقاط غذائي تحت القصف
وقال الجيش، في بيان له، إن العملية تشمل إسقاط 7 حاويات جوية تحتوي على دقيق وسكر ومعلبات، زاعمًا أنها مقدمة من منظمات دولية، في وقت تشير فيه بيانات الأونروا إلى أن القطاع بحاجة إلى ما لا يقل عن 500–600 شاحنة مساعدات يوميًا لتلبية الحد الأدنى من الاحتياجات الإنسانية.
وفي السياق ذاته، زعم الجيش أنه قام بتفريغ أكثر من 250 شاحنة مساعدات خلال الأسبوع، واتهم الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بالتقصير في التوزيع، مؤكدًا أن المساعدات “تنتظر عند المعابر” – على حد زعمه – وأن “المسؤولية الكاملة” تقع على عاتق تلك الجهات.
تحذيرات دولية: إسقاط المساعدات مجرد دخان
في المقابل، قال فيليب لازاريني، المفوض العام لـالأونروا، إن إسقاط المساعدات عبر الجو ما هو إلا تشتيت للانتباه ومحاولة لـ”التغطية على حقيقة الكارثة”، مؤكدًا أن الطريقة “مكلفة وغير فعالة، وقد تودي بحياة مدنيين جائعين”.
وأوضح لازاريني أن لدى الوكالة 6 آلاف شاحنة مساعدات عالقة في الأردن ومصر، تنتظر الضوء الأخضر لدخول غزة، مشيرًا إلى أن الإمدادات الجوية لا تعكس واقع الجوع المتفاقم.
بالتزامن: تحركات إسرائيلية ضد “حنظلة”
تزامن هذا الإعلان مع اقتراب سفينة “حنظلة” من قطاع غزة، ما دفع تحالف أسطول الحرية للتحذير من تدخل إسرائيلي وشيك بعد رصد اقتراب سفينة وطائرة مسيرة من “حنظلة”.
وفي بث مباشر على يوتيوب، ظهرت استعدادات طاقم السفينة للتعامل مع أي تدخل عسكري، حيث ارتدى المتضامنون سترات النجاة تحسبًا لأي طارئ، قبل أن يتم اقتحام السفينة مساء السبت وقطع البث المباشر فجأة.
مزاعم بتحسينات إنسانية وسط استمرار القصف
وفي بيان الجيش الإسرائيلي، زُعِم أنه بالتعاون مع شركة الكهرباء، تم إيصال خط كهرباء جديد لتشغيل محطة تحلية جنوب القطاع تخدم نحو 900 ألف شخص، كما تحدث عن تحديد “ممرات إنسانية” و”فترات تهدئة” – وهي المزاعم التي تتناقض مع استمرار القصف العنيف على القطاع.
ورغم هذه الادعاءات، أكد الجيش في ختام بيانه أن العمليات العسكرية لن تتوقف، متوعدًا بـ”مواصلة القتال حتى استعادة الأسرى والقضاء على بنية حركة حماس فوق الأرض وتحتها”.
مجاعة متفاقمة ووفاة أطفال جوعًا
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الصحة في غزة، السبت، وفاة 5 فلسطينيين بينهم طفلان خلال 24 ساعة نتيجة سياسة التجويع الإسرائيلية، ما رفع إجمالي ضحايا المجاعة وسوء التغذية إلى 127 شهيدًا منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بينهم 85 طفلًا.
ويعيش قطاع غزة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه، حيث تتداخل المجاعة القاسية مع حرب إبادة جماعية تنفذها إسرائيل منذ أكثر من 21 شهرًا.
إبادة جماعية بدعم أمريكي
ومع الإغلاق الكامل للمعابر منذ 2 مارس/ آذار الماضي، تفشت المجاعة في أرجاء القطاع، وظهرت أعراض سوء التغذية الحاد على الأطفال والمرضى، في وقت تشن فيه إسرائيل، بدعم أمريكي مباشر، حربًا شاملة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة كافة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية.
وأسفرت هذه الحرب عن أكثر من 204 آلاف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أودت بحياة المئات.