حكومة غزة: اقتحام سفينة “حنظلة” جريمة قرصنة بحرية وانتهاك صارخ للقانون الدولي
اعتبرت حكومة غزة، الأحد، أن اقتحام الجيش الإسرائيلي لسفينة “حنظلة” في عرض البحر، أثناء توجهها إلى القطاع في مهمة إنسانية، يُعد “جريمة قرصنة بحرية وعدوانًا سافرًا على القانون الدولي”، داعية المجتمع الدولي إلى تأمين الحماية الفورية للقوافل الإنسانية المتجهة إلى غزة.
إدانة شديدة ومطالبة بالحماية الدولية
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في بيان رسمي:
“ندين بأشد العبارات جريمة اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي لسفينة التضامن (حنظلة) أثناء إبحارها في المياه الدولية ضمن مهمة إنسانية لكسر الحصار الظالم على قطاع غزة”.
ووصف البيان الاقتحام بأنه “انتهاك صارخ لقواعد الملاحة البحرية”، مشددًا على أن هذا السلوك يعكس تمادي الاحتلال في التصرف كـ”قوة بلطجة خارج القانون”، واستهدافه المتكرر لكل مبادرة إنسانية تهدف لإنقاذ أكثر من 2.4 مليون فلسطيني يعانون الحصار والتجويع في القطاع.
وحمل المكتب الحكومي إسرائيل المسؤولية الكاملة عن سلامة المتضامنين الذين كانوا على متن السفينة، مطالبًا الأمم المتحدة والمؤسسات الحقوقية والدولية باتخاذ موقف عاجل وحازم تجاه ما وصفه بـ”العدوان”، والعمل على تأمين حماية دولية عاجلة للقوافل الإنسانية القادمة إلى غزة.
تفاصيل الاقتحام وبث مباشر يوثّق اللحظة
وكان الجيش الإسرائيلي قد اقتحم، مساء السبت، سفينة “حنظلة” التي تقل 21 ناشطًا دوليًا خلال توجهها نحو القطاع، ضمن مهمة إنسانية لكسر الحصار.
وأظهر بث مباشر لحظة اقتحام الجنود الإسرائيليين السفينة بأسلحتهم، وأوامرهم للمتضامنين برفع أيديهم، قبل أن ينقطع البث بشكل مفاجئ عقب الاقتحام، وسط غموض حول مصير الطاقم والركاب.
السفينة تجاوزت المسافات السابقة
وبحسب اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، وصلت “حنظلة” إلى حدود 70 ميلًا بحريًا من شواطئ غزة، متجاوزة بذلك المسافة التي قطعتها سفينة “مرمرة الزرقاء” عام 2010 والتي كانت على بُعد 72 ميلًا.
كما قاربت المسافات التي وصلت إليها سفينة “مادلين” (110 أميال) وسفينة “الضمير” (1050 ميلًا) قبل اعتراضهما سابقًا من قبل قوات الاحتلال.
مسار الرحلة من إيطاليا إلى غزة
وكانت سفينة “حنظلة” قد أبحرت في 13 يوليو/ تموز من ميناء سيراكوزا الإيطالي، وتوقفت في ميناء غاليبولي في 15 يوليو لتجاوز مشكلات تقنية، ثم عاودت الإبحار في 20 من الشهر نفسه باتجاه غزة.
أزمة إنسانية غير مسبوقة في القطاع
ويُعاني قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 من إبادة جماعية شاملة تنفذها إسرائيل بدعم أمريكي، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، وسط تجاهل كامل للنداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف الحرب.
ومنذ 2 مارس/ آذار 2024، تمنع سلطات الاحتلال دخول الغذاء والدواء عبر المعابر، ما أدى إلى تفشي المجاعة، وظهور أعراض سوء تغذية حاد على الأطفال والمرضى.
وحتى اللحظة، تجاوز عدد الضحايا في غزة 204 آلاف ما بين شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، وفق تقارير محلية ودولية.
