العالم العربيفلسطين

مراقبون فلسطينيون: المساعدات الجوية لغزة تُستخدم لتجميل صورة الاحتلال وشرعنة الحصار

يرى مراقبون فلسطينيون أن المساعدات الغذائية التي تُسقَط جوًا على قطاع غزة ليست حلًا حقيقيًا لمعاناة السكان المحاصرين، بل تُستخدم كأداة سياسية لتجميل صورة الاحتلال وشرعنة استمرار الحصار، وتفريغ الغضب العالمي من مضمونه الأخلاقي والإنساني.

إياد القطراوي: المساعدات “مسكن لا حل” وتُشرعن الحصار

قال أستاذ العلوم السياسية الفلسطيني إياد القطراوي إن المساعدات الجوية التي تُسقَط على غزة لا تُنهي الجوع ولا تُخفّف المعاناة، بل تُكرّس الحصار وتُجمّله في أعين العالم، واصفًا هذه الخطوة بأنها “مسكن لا حل”.

وأوضح أن “هذه المساعدات تحوّل التركيز من السبب الحقيقي للمأساة، وهو الحصار الإسرائيلي، إلى حلول مؤقتة لا تمس جوهر الأزمة”، مؤكدًا أن “استمرار إلقاء الطرود الغذائية من الجو يُطيل أمد الحصار ويُعطي مبررًا لاستمراره لأشهر وسنوات”.

وأضاف أن هذه الخطوة تُستخدم كأداة سياسية لتفريغ الغضب العالمي، إذ تتيح للدول المتورطة في الحصار أو الداعمة له التنصل من مسؤولياتها، عبر تقديم صورة زائفة عن الاستجابة الإنسانية.

وشدد على أن “قبول العالم بهذه المساعدات كحل، يعني إقرارًا ضمنيًا بشرعية الحصار، والتعامل معه كواقع يمكن التعايش معه، بدلًا من اعتباره جريمة جماعية ضد المدنيين يجب كسرها فورًا”.

وانتقد القطراوي من يروّجون لهذه المساعدات باعتبارها استجابة إنسانية عاجلة، دون الإشارة إلى الحصار كجذر للمأساة، معتبرًا أنهم يساهمون بشكل غير مباشر في إطالة المعاناة، عبر تطبيع الجريمة وتقديمها كحالة إنسانية قابلة للإدارة.

وأوضح أن مشاهد الطائرات وهي تُلقي الطعام قد توحي للرأي العام العالمي بأن الأمور تحت السيطرة، وأن المدنيين يتلقون الرعاية، مما يؤدي إلى تراجع الضغط السياسي والشعبي لفك الحصار.

واختتم مؤكدًا أن “الهدف الحقيقي من هذه المساعدات ليس إنقاذ الفلسطينيين، بل إنقاذ صورة الاحتلال أمام العالم، والتقليل من الضغوط المتزايدة على الدول الداعمة له”.

أحمد الحيلة: الاحتلال يدير سياسة تجويع ممنهجة لا لإنهائها

من جهته، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني أحمد الحيلة أن “لجوء الاحتلال إلى إسقاط كميات محدودة من المواد الغذائية جوًا، في الوقت الذي تُحتجز فيه مئات الشاحنات المحمّلة بالغذاء والدواء على معبر رفح، يُعد سياسة ممنهجة لإدارة التجويع لا لإنهائه”.

وأوضح في تغريدة عبر حسابه على منصة “إكس” (تويتر سابقًا) أن هذه الخطوة تخدم عدة أهداف مبيتة، من أبرزها:

  • تحييد المؤسسات الدولية والأمم المتحدة عن أداء واجبها الإنساني.
  • توفير غطاء لاستدامة العدوان والقتل والإبادة الجماعية.
  • التخفيف من الضغوط السياسية والشعبية التي يتعرض لها الاحتلال وبعض الأنظمة.

ورغم ذلك، شدد الحيلة على أن هذه الإجراءات تُظهر بوضوح أهمية استمرار الضغوط الشعبية من أجل كسر الحصار وإدخال المساعدات والأدوية برًا، عبر آليات تضمن كرامة الناس، وبما يتوافق مع قوانين العمل الإنساني الدولي.

أرقام صادمة: المجاعة تفتك بالأطفال تحت الحصار

في ظل الحصار المشدد وإغلاق المعابر ومنع إدخال الغذاء والدواء، أعلنت وزارة الصحة في غزة عن استشهاد 127 فلسطينيًا، بينهم 85 طفلًا، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، نتيجة المجاعة وسوء التغذية.

ووصفت منظمات دولية الوضع في قطاع غزة بأنه “كارثي وغير مسبوق”، وسط تجاهل الاحتلال لقرارات محكمة العدل الدولية، ومواصلة سياسات الإبادة الجماعية والتجويع المنهجي ضد المدنيين العُزّل.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى