هولندا تدرج إسرائيل ضمن قائمة الدول المهددة للأمن القومي في خطوة غير مسبوقة

في خطوة تعتبر غير مسبوقة، أدرجت الهيئة الوطنية الهولندية لمكافحة الإرهاب والأمن (NCTV) الكيان الإسرائيلي ضمن قائمة الدول التي تشكل تهديدًا للأمن القومي الهولندي، إلى جانب إيران وروسيا وتركيا، وفقًا لتقرير رسمي حديث حمل عنوان “تقييم التهديدات من قِبل الجهات الفاعلة الحكومية”.
أمين أبو راشد، الرئيس السابق لمؤتمر فلسطينيي أوروبا، أشار إلى أن هذا التقرير يعكس تحوّلًا جوهريًا في مقاربة هولندا تجاه التدخلات الخارجية، معتبرا أن إدراج إسرائيل في القائمة يشير إلى محاولات التأثير الأجنبي على الرأي العام وصناع القرار في هولندا، حيث لم يعد الكيان الإسرائيلي بمنأى عن الاتهامات التي طالما وُجهت لدول أخرى.
التدخلات الخارجية والتأثير على السياسة الهولندية
وأوضح أبو راشد أن التقرير تناول تورط إسرائيل في التأثير على السياسة الداخلية الهولندية، مشيرًا إلى قيام وزارة الشتات الإسرائيلية بتوزيع وثيقة في أمستردام تحتوي على أسماء عدد من المواطنين الهولنديين، ما دفع البرلمان الهولندي إلى دعم مقترحات مؤيدة لإسرائيل، ما أثار تساؤلات حول شفافية العملية السياسية في هولندا.
تهديد المحكمة الجنائية الدولية
من بين النقاط الأخطر التي تناولها التقرير، هو تورط إسرائيل والولايات المتحدة في تهديد المحكمة الجنائية الدولية، التي يقع مقرها في لاهاي، الأمر الذي أثر على مصداقية المحكمة وتسبب في إساءة سمعة هولندا كدولة مضيفة للمحاكم الدولية.
تراجع صورة إسرائيل في الأوساط الأوروبية
في تعليق على التطور الهولندي، أكد أبو راشد أن التصعيد في اللهجة الرسمية الهولندية يعكس تراجع صورة الكيان الإسرائيلي في أوروبا، بعد سنوات طويلة من اعتباره حليفًا مطلقًا.
ويأتي ذلك على خلفية تصاعد الانتقادات الأوروبية للسياسات الإسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة، مما دفع بعض العواصم الأوروبية إلى إعادة النظر في علاقاتها مع تل أبيب.
دلالات وتداعيات
التقرير يعتبر أن إدراج إسرائيل ضمن هذه القائمة لا يقتصر فقط على الجوانب الأمنية، بل يمثل صراعًا أوسع بين احترام السيادة الوطنية والهجمات السياسية الخارجية.
ما يجعل هذا التطور محوريًا في علاقات أوروبا مع إسرائيل، ويستدعي مراقبة دقيقة خلال المرحلة المقبلة، حيث قد تكون له تداعيات على العلاقات السياسية والاقتصادية بين الطرفين.