العالم العربيفلسطين

وزير الخارجية البريطاني: المساعدات إلى غزة يجب أن تمر عبر البر دون عوائق… والوقت ينفد

أكد وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، اليوم الأحد، على ضرورة تسريع إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر المعابر البرية، ودون عوائق، محذرًا من خطورة استمرار سياسة التجويع التي تفرضها إسرائيل على أكثر من 2.4 مليون فلسطيني في القطاع المحاصر.

إعلان “تعليق تكتيكي” إسرائيلي لا يكفي

جاء تصريح لامي عقب إعلان الجيش الإسرائيلي بدء ما أسماه “تعليقًا تكتيكيًا محليًا للأنشطة العسكرية” في مناطق محددة من قطاع غزة، بزعم السماح بمرور المساعدات الإنسانية.

وشدد الوزير البريطاني على أن هذا الإعلان، رغم أهميته الشكلية، يُعد خطوة متأخرة، ولا يمكنه بمفرده تخفيف حدة الكارثة في غزة، مضيفًا:

يجب تسريع الوصول إلى المساعدات بشكل عاجل في الساعات والأيام المقبلة“.

لا بديل عن وقف إطلاق النار ودخول المساعدات برًا

وأكد لامي أن المطلوب هو وقف إطلاق نار شامل ينهي الحرب، إلى جانب إطلاق سراح الأسرى، وضمان تدفق المساعدات عبر البر دون عوائق، مشيرًا إلى أن “المساعدات الجوية قد تخفف مؤقتًا من أسوأ المعاناة، لكنها ليست حلاً عمليًا أو مستدامًا”.

وأضاف: “يجب تنفيذ هذه التدابير بالكامل، وإزالة كل العقبات التي تمنع المساعدات من الوصول إلى مستحقيها”.

الأونروا تنتقد: المساعدات الجوية “دخان للتغطية على الكارثة”

في السياق ذاته، انتقدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) عمليات الإنزال الجوي التي تروج لها إسرائيل، مؤكدة أنها لن تُنهي المجاعة المتفاقمة، بحسب تصريحات جولييت توما، مديرة الإعلام في الوكالة، نُشرت عبر منصتها الرسمية على “إكس”.

كما وصف فيليب لازاريني، المفوض العام للأونروا، يوم السبت، هذه العمليات بأنها:

تشتيت للانتباه ودخان للتغطية على حقيقة الكارثة الإنسانية“، مؤكدًا أن المساعدات الجوية تُستخدم كغطاء إعلامي دون معالجة جوهر الأزمة.

معابر مغلقة وشاحنات متكدسة منذ مارس

رغم الترويج الإسرائيلي للسماح بمرور مساعدات، تواصل قوات الاحتلال إغلاق جميع المعابر مع قطاع غزة منذ 2 مارس/آذار 2025، ما أدى إلى تكدس آلاف الشاحنات المحملة بالغذاء والدواء في الجانب المصري، ومنع دخولها إلى القطاع، في ظل تحذيرات دولية من خطر موت جماعي وشيك يهدد أكثر من 100 ألف طفل.

تنصل من اتفاق الهدنة واستئناف الإبادة

ومطلع مارس/آذار، تنصلت إسرائيل من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الذي بدأ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، واستأنفت عدوانها العسكري، رافضة كل المبادرات الدولية والأممية لوقف إطلاق النار أو حماية المدنيين.

غزة تحت حصار ومجاعة ومذبحة ممنهجة

يعيش قطاع غزة أسوأ كارثة إنسانية في تاريخه الحديث، في ظل مجاعة واسعة النطاق، ونقص حاد في الغذاء والدواء والمياه، وانهيار شبه كامل للبنية التحتية الصحية والإنسانية.

ووفق أحدث حصيلة أعلنتها وزارة الصحة في غزة، صباح الأحد، فقد ارتفع عدد الوفيات نتيجة المجاعة وسوء التغذية إلى 133 فلسطينيًا، بينهم 87 طفلًا، منذ بدء العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

حصيلة مرعبة: أكثر من 204 آلاف شهيد وجريح

تواصل إسرائيل، بدعم أمريكي مباشر، شن حرب إبادة جماعية على غزة، شملت القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري. وأسفر العدوان عن أكثر من 204 آلاف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، وسط مجاعة أزهقت أرواح عشرات الأطفال، وتدمير شامل لمناطق بأكملها في القطاع.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى