لص وقاطع طريق..ياسر أبو شباب يُبيّض وجه الاحتلال في أشهر الصحف الأمريكية

في خطوة غير متوقعة نشرت صحيفة وول ستريت جورنال مقالًا باسم ياسر أبو شباب، زعمت فيه أن سكان غزة “يئسوا من حماس”، وأن ما يُسمى “قواته الشعبية” تسيطر على أجزاء من شرق رفح، وأنه “مستعد لبناء مستقبل جديد”.
المقال ليس مجرد رأي، بل وثيقة دعائية بامتياز، تفتح أبواب صحيفة أميركية كبرى لأحد أكثر الشخصيات سوء سمعة في قطاع غزة، لتقديمه كصوت بديل عن شعب بأكمله يرزح تحت نار الاحتلال منذ ما يقارب العامين.
دأب المقال الذي يستبعد أن يكون قد كتبه أبو شباب على إبراز حركته أنها وطنية وغير مؤدلجة وبديل مقبول عن حماس لإدارة القطاع بعد انتهاء الحرب، ما يؤكد على عمالته وأن كاتب المقال استخدم اسمه فقط، فأبو شباب جاهلاً ولا يجيد القراءة، وهذا أبرز ما جاء في المقال:
- “لسنا حركة أيديولوجية، بل واقعية. هدفنا حماية الفلسطينيين غير المرتبطين بحماس من نيران الحرب.” • “حيّنا بات منذ سبعة أسابيع المنطقة الوحيدة في غزة التي لا تديرها حماس.”
- “نوفر الغذاء والدواء والماء دون تدخل من حماس أو خطر من إسرائيل.”
- “الناس هنا ينامون دون خوف. وهذا يجب أن يكون النموذج الجديد لغزة.
- “قد تكون هذه فرصتنا لصياغة مستقبل بلا عنف.”
- “أظهرنا لمحة عن غزة الجديدة… وتلقينا طلبات من عائلات تريد الانضمام إلينا.”
- “نحن مستعدون لتحمّل مسؤولية باقي رفح، وربما ثلث غزة.”
- “يمكن لحماس أن تتفاوض للخروج الآمن إلى قطر أو تركيا.”
- “ندعو أمريكا والدول العربية للاعتراف بنا كإدارة فلسطينية مستقلة.”
من هو ياسر أبو شباب؟
ولد ياسر جهاد منصور أبو شباب في 27 فبراير 1990، وينحدر من قبيلة “الترابين” البدوية، ويقيم في مدينة رفح جنوب قطاع غزة. ترك الدراسة مبكرًا، ولا يجيد القراءة أو الكتابة، وارتبط اسمه سابقًا بتجارة المخدرات والسرقة، واعتُقل على يد أجهزة الأمن الفلسطيني قبل الحرب، لكنه فرّ من السجن بعد استهداف إسرائيلي لمركز احتجازه في أكتوبر 2023.
وفي أعقاب فراره، أنشأ أبو شباب مجموعة مسلحة ضمّت عناصر هاربة، ونشطت في مناطق التماس مع الاحتلال شرق رفح، بالتنسيق الكامل مع القوات الإسرائيلية التي وفرت له الحماية والغطاء، ما حال دون استهدافه جويًا.
واللافت في هذه القصة ليس فقط مضمون المقال المليء بالأكاذيب، بل هوية من وُضع اسمه عليه. ياسر أبو شباب شخصية لا يعرفها أهل غزة إلا كسجين سابق ارتبط اسمه بالإجرام والتنسيق مع الاحتلال، ولا يمتلك أي مؤهل علمي أو ثقافي، ولا قدرة حقيقية على صياغة جملة سليمة.
وتقديمه ككاتب رأي وادعاؤه تمثيل سكان غزة الذين صمدوا في وجه حرب وحصار وتجويع ودمار استمر لما يقارب العامين، هو محاولة مكشوفة لتشويه الحقيقة واستخدامه أداة دعائية بامتياز.
مليشيا تحت حماية الاحتلال
وما يُسمى “قواته الشعبية” ليست قوة مستقلة ولا فصيلًا له امتداد شعبي، بل مجموعة مسلحة من عناصر هاربة، نشطت في مناطق فارغة من السكان تحت سيطرة الاحتلال، الذي يمنحها الحماية ويمنع استهدافها، في الوقت الذي كانت الطائرات الإسرائيلية تقصف كل ما يتحرك في رفح وخان يونس وغزة.
وهذا النوع من المليشيات يُستخدم كأداة ميدانية في الحرب النفسية، لتصوير وجود “تمرد داخلي” أو “بدائل محلية”، لكن الواقع أن سكان غزة، رغم الجوع والتدمير والنزوح، لم يسلموا أمرهم لهاربين من العدالة ولا لمجموعات تتحرك تحت جناح الاحتلال.
ونشر مقال يحمل اسم ياسر أبو شباب في صحيفة أميركية لا يعكس رأي سكان غزة، حسب ما يرى مراقبون ولا يكشف عن أي واقع داخلي جديد، بل يُظهر طبيعة الأدوات التي تعتمدها منظومة الاحتلال والدعاية المصاحبة له، من خلال ترويج شخصيات هامشية ومرتبطة بأجندات أمنية.