العالم العربيفلسطين

إطلاق حملة دولية لكسر الصمت حول مجاعة غزة وسط صمت عربي وخذلان رسمي

أطلق ناشطون وحقوقيون من أكثر من 30 دولة حملة شعبية بعنوان “أوقفوا مجاعة غزة” (Stop Gaza Starvation)، استجابةً للكارثة الإنسانية غير المسبوقة التي يعيشها أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة، والذين يواجهون مجاعة ممنهجة نتيجة الحصار والحرب المستمرة.

وتهدف الحملة إلى كسر الصمت الدولي وتحريك الضمير الإنساني العالمي، والدعوة إلى خطوات جماعية وعملية لكسر الحصار ووقف سياسة التجويع، مؤكدين أنها حملة مستقلة لا تتبع أي جهة رسمية أو فصيل سياسي، بل تستند إلى عدالة القضية الفلسطينية ورفض أحرار العالم لتجويع المدنيين.

ومن بين أبرز الموقعين على بيان إطلاق الحملة: الرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي، نائب رئيس الوزراء الأردني السابق محمد الحلايقة، نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عصام البشير، الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي، البرلماني المصري السابق أيمن نور، رئيس مجلس النواب العراقي الأسبق أسامة النجيفي، والوزير الأردني السابق أمجد المجالي، إلى جانب شخصيات إعلامية ودينية وأكاديمية من مختلف دول العالم.

وقال المرزوقي في تصريح للجزيرة نت إن الوضع في غزة “لم يعد قابلاً للتحمل إنسانياً أو سياسياً”، منتقداً محاولات الالتفاف على الجريمة عبر إسقاط المساعدات جواً، بينما الحل الحقيقي هو “فتح المعابر البرية بشكل فوري وفعّال”. كما وجّه نداءً للشعوب العربية لـ”محاصرة السفارات الأميركية والمصرية سلمياً” للضغط من أجل إدخال المساعدات.

من جانبه، صرّح الحلايقة بأن “الذي دفعنا لإطلاق هذه الحملة هو المجازر غير المسبوقة في غزة، مقابل صمت وخذلان عربي وإسلامي”، مؤكداً أن الكثير من الحكومات في العالم العربي “تضيق على أي تحرك شعبي داعم لغزة”، وأن الحملة تسعى لتشجيع التحركات السلمية لإنقاذ القطاع، في ظل “فشل النظام الرسمي العربي”.

الحملة تأتي في وقت بلغ فيه عدد شهداء المجاعة وسوء التغذية في غزة 147 شهيداً بينهم 88 طفلاً، خلال أقل من 10 أشهر، في ظل سياسة التجويع الممنهجة التي تنتهجها إسرائيل، بحسب وزارة الصحة في غزة.

ويستمر هذا الوضع الكارثي في ظل إغلاق إسرائيل الكامل لمعابر القطاع أمام المساعدات منذ 2 مارس/آذار الماضي، بالرغم من التحذيرات الأممية والدولية، فيما تحذر جهات حقوقية من “إبادة جماعية مكتملة الأركان”، تشمل القتل والتجويع والتهجير القسري وتدمير البنى التحتية.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة، أسفرت حتى الآن عن أكثر من 204 آلاف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث، وسط دعم أميركي متواصل وصمت دولي متزايد.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى