من داخل إسرائيل: مؤسستان حقوقيتان تصفان سياسات تل أبيب في غزة بـ«الابادة الجماعية»

اتهمت منظمتان حقوقيتان إسرائيليتان، هما “بتسيلم” و”أطباء من أجل حقوق الإنسان – إسرائيل”، الحكومة الإسرائيلية بارتكاب جريمة إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، وذلك في تقارير صادرة عنهما الاثنين.
وأكدت المنظمتان أن ما يجري في القطاع من قصف متعمد، وتجويع منهجي، وتدمير للبنية التحتية المدنية والصحية، يرقى إلى مستوى جريمة إبادة جماعية وفق القانون الدولي.
وقالت منظمة “أطباء من أجل حقوق الإنسان” إن استهداف المستشفيات والطواقم الطبية وتدمير النظام الصحي هو جزء من سياسة ممنهجة تؤدي إلى وفاة المدنيين بشكل مباشر وغير مباشر، وهو ما لا يمكن تفسيره بذرائع عسكرية فقط.
بدورها، وصفت منظمة “بتسيلم” هذه السياسات بأنها تتجاوز نطاق الرد العسكري لتصل إلى مستوى “نية التدمير الجزئي أو الكلي لمجتمع بأكمله”، مشيرة إلى أن الأدلة المتوفرة تفرض على المجتمع الدولي فتح تحقيقات جدية.
يُعد هذا الموقف أول اتهام رسمي من منظمات حقوقية إسرائيلية توجه فيه أصابع الاتهام إلى سلطات بلادها بارتكاب إبادة، ما يعكس تصاعدًا في حجم المعارضة الداخلية لطريقة إدارة الحرب في غزة.
وتأتي هذه التقارير في ظل تحركات قانونية دولية، أبرزها الدعوى المرفوعة أمام محكمة العدل الدولية من قبل جنوب أفريقيا، والتي حذرت في وقت سابق من وجود “خطر حقيقي بوقوع إبادة جماعية في غزة”.
الحكومة الإسرائيلية من جانبها نفت بشكل قاطع هذه الاتهامات، مؤكدة أن العمليات العسكرية تستهدف البنية التحتية لحركة حماس، وتُنفذ وفقًا لقواعد القانون الدولي.
لكن تزايد أعداد الضحايا المدنيين، وانهيار النظام الصحي، واستمرار منع دخول المساعدات الإنسانية، دفع جهات دولية عديدة للمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار وإجراء تحقيق مستقل في الانتهاكات.