نادية رشاد: “أنا مش قطعة شطرنج… ولا هقبل 350 ألف علشان أسيب بيتي بعد خمسين سنة”

في فيديو مؤثر، خرجت الفنانة القديرة نادية رشاد عن صمتها، متحدثةً بمرارة عن معاناتها مع قانون الإيجار القديم، بعد أكثر من خمسين عامًا من السكن والاستقرار في شقة بحي المهندسين. تحدثت بشفافية عن التفاصيل الشخصية، والظروف الاجتماعية، والضغوط النفسية التي تواجهها، مؤكدة رفضها لأي محاولات لإجبارها على مغادرة مسكنها.
“كتبت عقد إيجار من خمسين سنة… وصرفت عليها من عرقي”
استهلت رشاد رسالتها باستعادة بدايات علاقتها بالشقة، قائلة:
“كتبت مع صاحب الملك عقد إيجار من حوالى خمسين سنة. كان إنسان عظيم جدًا وعقله يدور إمبراطورية بحالها. الشقة كانت بلاط أسمنتي، والحيطان مخرمة، والحمامات سيئة جدًا… لكني وافقت بسبب موقعها وقربها من ماسبيرو.”
وروت كيف أعادت تأهيل الشقة بالكامل على مدار سنوات، مضيفة:
“فضلت أظبط فيها شوية بشوية، وكل ما ييجي لي قرشين، أحط في الشقة سباكة وتشطيبات. قبل 22 سنة عملت فيها تشطيب كامل وصرفت أكتر من ثمنها.”
“في السن ده… مش قادرة أبدأ من جديد”
عبّرت رشاد عن واقعها الصحي الصعب، قائلة:
“أنا مش قادرة أطبخ لنفسي، ولا أتنقل. الدكتور جنبي، الصيدلية قريبة، وكل حاجة حواليا. عندي مشاكل في الركب، والعمارة فيها أسانسير. إزاي أسيب كل ده؟”
وأضافت:
“أنا مش قادرة أطلب أوبر ولا أبعَت لوكيشن… مش فاهمة حاجات التكنولوجيا دي. ظبطت حياتي على قد سبع سنين أو سبع ساعات فاضلين في عمري. إزاي أنقل؟ هو أنا غلطت في إيه؟”
“مش ارتكبت فاحشة علشان أسيب بيتي”
بصوت مليء بالانفعال، تساءلت رشاد:
“هو أنا عملت فاحشة علشان أسيب بيتي؟ ده حتى المطلقة ربنا قال لا تخرجوهن من بيوتهن… أنا ساكنة بالقانون وبما يرضي الله.”
وتابعت:
“أنا صرفت، وبنيت، وكافحت، وجبت عفش، ووقفت مع العمال بنفسي. الشقة دي مش حيطان، الشقة دي تعب وشقى ومجهود سنين.”
“ما حدش يقول لي خدي 350 ألف وامشي”
انتقدت رشاد بعض الحلول المطروحة لتعويض السكان القدامى، قائلة:
“ما حدش ييجي النهارده يقول لي: خدي 350 ألف وتعالي الشركة تلم حاجتك. العفش ده هيروح فين؟ وليه؟”
واستنكرت الاستغلال الذي قد يحدث خلف هذه التحركات، مضيفة:
“النهارده الشقق بملايين، وجابوا ناس من بره، يسكنوا بفلوس كتير، وأنا أطلع ليه؟ أنا مش حتة شطرنج.”
“أنا مش بكره غير الحسد والشفقة”
عبرت رشاد عن استيائها من نظرة المجتمع لكبار السن:
“أنا بكره حاجتين: الحسد والشفقة. لا بحب حد يشفق عليّ، ولا حد يحسدني. أنا إنسانة عادية جدًا، زيي زي غيري، مش بطلب غير حقي.”
“أنا ليا عقد… وليا تاريخ في المكان”
أوضحت أنها لا تطالب بامتيازات، لكنها فقط تطالب بالعدل:
“أنا ليا عقد من خمسين سنة. مش بقول ده من فراغ. أنا اتربطت بالمكان ده، وصرفت عليه أكتر من تمنه.”
“إزاي أتحاسب بأثر رجعي؟”
انتقدت بشدة بندًا في مقترح تعديل القانون، يمنع امتداد عقد الإيجار للأبناء في حال امتلاكهم شققًا، متسائلة:
“يعني أنا لو جبت لابني أو بنتي شقة من تعبي، يبقى مينفعش يعيش معايا؟ أتحاسب على ده؟ ده أنا لو رجعت أقول إن مهري في الجواز كان قليل، أطالب بفرق المهر كمان؟”
“أنا مش منتمية لأي جماعة… بس بحب بلدي”
في ختام كلمتها، شددت رشاد على أنها لا تنتمي لأي تيار أو جماعة، وقالت:
“أنا لا عضو في جمعية، ولا شلة، ولا جماعة، ولا بدعو لدولة دينية. كل اللي بطلبه… إني أعيش في بيتي، اللي صرفت عليه، وأنهي عمري فيه بكرامة.”
“أجندتي الوحيدة… إني بحب مصر”
أنهت رسالتها بتأكيد حبها العميق لوطنها:
“أنا ما وراياش أجندة… أجندتي الوحيدة إني بحب مصر، وتاريخي كله بيقول كده.”