العالم العربيسوريا

الأمم المتحدة تحذر من تفكك سوريا وسط عنف السويداء وصدمات مناخية: 175 ألف نازح و426 قتيلا

قوافل الإغاثة تصل للمتضررين… وبيدرسون: الوضع هش والتصعيد يقوّض الثقة

حذّر المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسون، من أن التصعيد الأخير في سوريا، ولا سيما في محافظة السويداء، يقوّض الثقة ويشكّل خطرًا حقيقيًا بمزيد من التفكك، في ظل هشاشة الوضع الأمني واستمرار الغارات الخارجية.

بيدرسون يندد بالتدخل الإسرائيلي ويطالب بتشكيل مجلس شعبي

وفي تقرير قدمه خلال جلسة مجلس الأمن الدولي حول الشرق الأوسط، أشار بيدرسون إلى أن إسرائيل استهدفت قوات الأمن السورية ومسلحين من البدو في السويداء ومحيطها، ما أسفر عن ضحايا من المدنيين والعسكريين، مدينًا ما وصفه بـ”الانتهاكات بحق المدنيين والمقاتلين”.

وأكد أن سوريا تعاني من غياب آلية قيادية واضحة وانتشار ميليشيات متعددة، مما يُعقّد فرص استعادة الأمن، مشددًا على ضرورة تشكيل مجلس للشعب السوري لإعادة بناء مؤسسات الدولة.

أوتشا: سوريا في قلب أزمة إنسانية ومناخية

من جهتها، قالت إيديم ووسورنو، مديرة العمليات والمناصرة في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، إن سوريا لا تواجه فقط أزمة إنسانية كبرى، بل تعيش أيضًا تحت وطأة عنف داخلي وصدمات مناخية متفاقمة.

وذكرت أن أعمال العنف الأخيرة في السويداء تسببت في نزوح نحو 175 ألف شخص، وسقوط ضحايا بينهم نساء وأطفال وكوادر طبية، داعية إلى زيادة الدعم الإنساني والتنمية في البلاد، رغم استمرار عودة السوريين إلى بلدهم.

قوافل الإغاثة تصل يوميًا.. ودعوات لعدم عرقلتها

وفي تصريحات رسمية، أكد محافظ السويداء مصطفى البكور أن قوافل المساعدات نقلت 96 طنا من الطحين و85 ألف ليتر من الوقود منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار، إضافة إلى معدات ومستهلكات طبية تكفي لـ400 عملية جراحية، وأدوية ومساعدات غذائية متنوعة.

وأوضح البكور أن قوافل الإغاثة تدخل يوميًا وبشكل طبيعي عبر بصرى الشام في ريف درعا الشرقي، مؤكدًا عدم وجود أي إعاقة لحركة المنظمات الإنسانية، ومشيرًا إلى جهود مستمرة لإصلاح الطرق المتضررة وإعادة الخدمات تدريجيًا.

من جهته، قال وزير الإعلام السوري حمزة المصطفى إن الحكومة لم تتوقف عن محاولة إيصال الدعم للمتضررين في السويداء منذ بداية الأحداث، مؤكدًا أن الدولة “لن تدخر جهدًا لتخفيف معاناة المواطنين”.

وأضاف أن بعض الجهات “الخارجة عن القانون” تسعى، حسب تعبيره، لـ”توظيف معاناة أهلنا لأهداف انعزالية”، داعيًا إلى عدم عرقلة جهود الإغاثة.

426 قتيلًا في أسبوع.. والهدنة الرابعة تصمد حتى الآن

وبحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان، أسفرت الاشتباكات المسلحة التي اندلعت منذ 19 يوليو/تموز 2025 في السويداء عن 426 قتيلًا، في مواجهات بين مجموعات درزية وعشائر بدوية استمرت لأسبوع كامل.

وسعت الحكومة السورية إلى إعلان أربعة اتفاقات لوقف إطلاق النار، فشل ثلاثة منها بعد قيام مجموعة تابعة لحكمت الهجري، أحد مشايخ عقل الدروز، بتهجير عدد من أبناء عشائر البدو السنة وارتكاب انتهاكات بحقهم، ما أعاد إشعال التوترات.

مرحلة ما بعد الأسد: تحديات الانتقال وضبط الأمن

وتأتي هذه التطورات في إطار مرحلة انتقالية تشهدها سوريا منذ الإطاحة بالرئيس بشار الأسد في ديسمبر/ كانون الأول 2024 بعد 24 عامًا في السلطة.

وتبذل الإدارة السورية الجديدة جهودًا متواصلة لإعادة بناء الدولة ومؤسساتها وضبط الأمن، لكن استمرار العنف والفراغ المؤسسي والتدخلات الخارجية يعقّد المشهد الأمني والسياسي ويهدد أي مسار حقيقي للاستقرار.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى