العالم العربيفلسطين

السعودية وفرنسا تؤكدان في مؤتمر أممي: لا بديل عن حل الدولتين لإنهاء النزاع الفلسطيني–الإسرائيلي

وسط مقاطعة إسرائيل والولايات المتحدة… باريس والرياض تقودان تحركًا دوليًا لإحياء المسار السياسي والاعتراف بدولة فلسطين

شدّدت السعودية وفرنسا ودول عدة على أنه “لا بديل عن حل الدولتين” كخيار وحيد لتسوية النزاع الفلسطيني–الإسرائيلي، وذلك خلال افتتاح مؤتمر دولي في مقر الأمم المتحدة، أمس الإثنين، قاطعته إسرائيل والولايات المتحدة واعتبرتاه “غير مثمر” و”دعائيًا”.

فرنسا: لا سلام دائم بدون رؤية سياسية ما بعد الحرب

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو خلال كلمته:

“حلّ سياسي يقوم على قيام دولتين هو وحده القادر على الاستجابة للتطلعات المشروعة للفلسطينيين والإسرائيليين بالعيش بسلام وأمان… لا بديل من ذلك”.

وأضاف أن “الوهم يكمن في تصور إمكانية وقف دائم لإطلاق النار في غزة دون رسم أفق سياسي حقيقي وبديل لحالة الحرب الدائمة“، مؤكدًا أن غياب الحل السياسي يطيل أمد العنف والمعاناة الإنسانية.

السعودية تقود إلى جانب فرنسا التحرك الأممي

ويأتي المؤتمر برعاية الجمعية العامة للأمم المتحدة، ويُعقد برئاسة فرنسية–سعودية مشتركة، في محاولة جديدة لإحياء مسار السلام المتوقف منذ سنوات، خاصة في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة منذ أكتوبر 2023.

وأكدت السعودية موقفها الثابت الداعي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، مشددة على أن الحل السياسي الشامل وحده الكفيل بوقف شلال الدم وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني.

مقاطعة أميركية وإسرائيلية وانتقادات لاذعة

في المقابل، قاطع كل من الولايات المتحدة وإسرائيل المؤتمر، حيث وصفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية تامي بروس المبادرة بأنها:

غير مثمرة وفي توقيت غير مناسب“، معتبرة المؤتمر “حيلة دعائية” وسط ما وصفته بـ”جهود دبلوماسية دقيقة” تُبذل لوضع حدّ للنزاع.

أما إسرائيل، فاعتبرت المؤتمر “تعزيزًا لوهم سياسي”، في إشارة إلى رفضها المستمر لمبدأ إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة.

ماكرون: فرنسا ستعترف بدولة فلسطين في سبتمبر

ويأتي هذا المؤتمر بعد أيام من إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الخميس الماضي، أن فرنسا ستعترف رسميًا بدولة فلسطين في سبتمبر/ أيلول المقبل، في خطوة أثارت تفاعلًا واسعًا على المستويين الأوروبي والدولي.

وأكد وزير الخارجية الفرنسي أن دولًا غربية أخرى – لم يسمّها – ستُعلن خلال المؤتمر عن نوايا مماثلة للاعتراف بالدولة الفلسطينية، في إطار تحرك منسق لإعادة الاعتراف الدولي بالحقوق الوطنية الفلسطينية.

142 دولة تعترف بفلسطين رسميًا

وبحسب إحصاء أجرته وكالة الصحافة الفرنسية (AFP)، فإن ما لا يقل عن 142 دولة من أصل 193 عضوًا في الأمم المتحدة تعترف اليوم بدولة فلسطين، التي أُعلنت من طرف واحد عام 1988.

جذور الحل في قرار التقسيم

يُذكر أن الجمعية العامة للأمم المتحدة كانت قد أصدرت في عام 1947 القرار الشهير بتقسيم فلسطين إلى دولتين مستقلتين، إحداهما يهودية والأخرى عربية. وفي العام التالي، أُعلن قيام دولة إسرائيل، بينما لم تُقام الدولة الفلسطينية حتى اليوم.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى