تقرير أممي: جميع سكان غزة يواجهون انعدامًا حادًا في الأمن الغذائي في أعلى نسبة تُسجل بتاريخ التصنيف الدولي

كشف تقرير أممي مشترك لعام 2025، أن 100% من سكان قطاع غزة يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية والحصار الشامل المفروض على القطاع منذ أكتوبر 2023.

التقرير، الصادر عن خمس منظمات تابعة للأمم المتحدة، وهي: منظمة الأغذية والزراعة (فاو)، وبرنامج الأغذية العالمي، والصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد)، ومنظمة الصحة العالمية، ومنظمة يونيسيف، وضع فلسطين (قطاع غزة) على رأس قائمة الدول التي يعاني فيها السكان من انعدام الأمن الغذائي الحاد، إلى جانب جنوب السودان، السودان، اليمن، وهايتي.

وأوضح التقرير أن نحو 2 مليون شخص حول العالم واجهوا خلال عام 2024 المستوى الخامس (الأسوأ) من الجوع وفق تصنيف IPC الدولي، أكثر من نصفهم موجودون في قطاع غزة، بواقع يقارب 1.1 مليون شخص. وهي أعلى نسبة تم تسجيلها في تاريخ هذا المؤشر لأي دولة أو منطقة.

وأشار التقرير إلى أن هذا الرقم يُضاعف عدد المتأثرين في غزة نهاية عام 2023، والذي كان يُقدر بـ576 ألفًا، ما يعكس التدهور الحاد في الأوضاع المعيشية خلال الأشهر الماضية.

كارثة إنسانية متفاقمة

تأتي هذه الأرقام في سياق ما تصفه جهات حقوقية بـ”جريمة تجويع موازية للإبادة الجماعية”، حيث قامت إسرائيل منذ 2 مارس 2024 بإغلاق جميع المعابر بشكل كامل أمام المساعدات الغذائية والطبية والإنسانية، مما فاقم الأزمة ودفع بمؤشرات المجاعة إلى مستويات “كارثية”.

ووفق وزارة الصحة في غزة، بلغ عدد وفيات المجاعة وسوء التغذية حتى مساء الاثنين نحو 147 حالة، بينهم 88 طفلاً، وسط استمرار منع الإمدادات الأساسية من الوصول إلى المدنيين.

وتُضاف هذه الأرقام إلى حصيلة الحرب التي خلّفت، حتى الآن، أكثر من 205 آلاف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 9 آلاف مفقود ومئات آلاف النازحين داخل القطاع.

ويؤكد التقرير الأممي أن الوقف الفوري لإطلاق النار وفتح الممرات الإنسانية بات أمراً ضرورياً وعاجلاً لتفادي مزيد من الانهيار في الأمن الغذائي، الذي بات يشكل تهديداً وجودياً لسكان القطاع.