العالم العربيفلسطين

حماس ترحب بوصف فرنسا اعتداءات المستوطنين بـ”الأعمال الإرهابية”: خطوة نحو محاسبة الاحتلال

أشادت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، الثلاثاء، بموقف فرنسا الرسمي الذي وصف اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية بـ”الأعمال الإرهابية”، واعتبرته تطورًا مهمًا في مسار الاعتراف الدولي بحقيقة معاناة الشعب الفلسطيني تحت نير الاحتلال والاستيطان.

جاء ذلك في تعليق للقيادي في الحركة محمود مرداوي، على صفحته عبر “تلغرام”، عقب البيان الفرنسي شديد اللهجة، والذي صدر بعد جريمة قتل ارتكبها مستوطن إسرائيلي بحق الناشط الفلسطيني عودة الهذالين، في قرية أم الخير بمسافر يطا جنوب الخليل.

وقال مرداوي:
“الموقف الفرنسي الرسمي خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح نحو الاعتراف الكامل بحقيقة ما يعانيه شعبنا”، مؤكدًا أن “هذا التصريح يعزز صدق الرواية الفلسطينية ويفضح ممارسات المستوطنين الإرهابية التي لطالما قوبلت بصمت دولي”.

دعوة لمواقف دولية أكثر جرأة

دعا القيادي في “حماس” الدول الأخرى إلى اتخاذ مواقف مماثلة وأكثر جرأة، تتجاوز الإدانة اللفظية نحو إجراءات عملية، مطالبًا بـ:

  • فرض عقوبات على المستوطنين والجهات الداعمة لهم.
  • محاسبة الحكومة الإسرائيلية بصفتها المسؤولة المباشرة عن تصاعد العنف.
  • ضمان حماية الشعب الفلسطيني ووقف الجرائم والمخططات الاستيطانية.

فرنسا: اعتداءات المستوطنين “أعمال إرهابية”

وكانت وزارة الخارجية الفرنسية قد وصفت، في بيان رسمي الثلاثاء، اعتداءات المستوطنين المتكررة ضد الفلسطينيين بأنها “أعمال إرهابية”، معتبرة جريمة قتل الشاب عودة الهذالين “جريمة مدانة بأشد العبارات”.

وقالت الوزارة:
“تشجب فرنسا جريمة القتل هذه، فضلًا عن كل أعمال العنف المتعمّدة التي يرتكبها مستوطنون متطرفون بحق الفلسطينيين والتي تكثر في الضفة الغربية”.

ويُعد هذا التصريح الفرنسي الأشد لهجة حتى الآن من قبل باريس بشأن عنف المستوطنين، في تحول واضح بموقفها الدبلوماسي تجاه الانتهاكات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة.

عودة الهذالين… شهيد الكاميرا والصوت

قُتل الناشط الفلسطيني عودة محمد الهذالين (31 عامًا) مساء الاثنين برصاص المستوطن ينون ليفي، في اعتداء موثق بالفيديو، نشره الصحفي الإسرائيلي يوفال إبراهام عبر منصة “إكس”، وأظهر المستوطن وهو يطلق النار على الهذالين دون أن يشكل أي خطر عليه.

وكان الهذالين أحد المساهمين في إنتاج الفيلم الوثائقي “لا أرض أخرى” (No Other Land)، الحائز على جائزة أوسكار لأفضل وثائقي طويل لعام 2025، والذي يوثق عمليات التهجير القسري جنوب الضفة الغربية.

ورغم توثيق الجريمة، قررت محكمة إسرائيلية، مساء الثلاثاء، الإفراج عن المستوطن ينون ليفي ووضعه تحت الإقامة الجبرية، وهو ما أثار موجة غضب واستنكار واسعَين.

آلاف الاعتداءات… وحصيلة ثقيلة

بحسب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان التابعة لمنظمة التحرير، فإن المستوطنين نفّذوا خلال النصف الأول من عام 2025 نحو 2153 اعتداءً في الضفة الغربية، أسفرت عن مقتل 7 فلسطينيين، فيما ارتفع عدد ضحايا التصعيد في الضفة منذ بدء حرب غزة إلى 1009 قتلى وأكثر من 7 آلاف مصاب.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل، بدعم أمريكي، حرب إبادة جماعية في قطاع غزة، خلفت:

  • نحو 206 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء.
  • ما يزيد على 9 آلاف مفقود.
  • مجاعة أزهقت أرواح كثيرين.
  • مئات آلاف النازحين دون مأوى أو مساعدات كافية.
المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى