مصر

رضيعة فلسطينية تُفارق الحياة جوعًا في غزة… ومخاوف من إبادة جماعية صامتة تستهدف 40 ألف رضيع

في مشهد مفجع يعكس حجم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، لفظت الطفلة الرضيعة مكة الغرابلي (عام واحد) أنفاسها الأخيرة في مستشفى شهداء الأقصى، جراء انعدام الحليب العلاجي وسوء التغذية، وسط استمرار الحصار الإسرائيلي ومنع دخول المساعدات.

في سرير داخل أحد أجنحة مستشفى شهداء الأقصى وسط القطاع، ذبل جسد الطفلة مكة الغرابلي حتى فارق الحياة، بعد فشل جميع محاولات إنقاذها من المجاعة التي تنهش أجساد الأطفال الرضع.

بحسب مكتب الإعلام الحكومي في غزة، فإن مكة ليست إلا واحدة من عشرات آلاف الأطفال دون السنة، الذين يواجهون خطر الموت نتيجة النقص الحاد في الحليب العلاجي والدواء والغذاء، في ظل إغلاق المعابر المستمر منذ مارس/ آذار الماضي.

جسدها المنهك فضح جريمة التجويع

وثّق مقطع مصور لحظة احتضار مكة، وقد بدت عظام قفصها الصدري واضحة، وبطنها منتفخ، وملامح وجهها غائرة، بينما تغطي جسدها علامات حمراء تشير إلى سوء العناية وانعدام المناعة.

وأوضح مصدر طبي في المستشفى أن مكة كانت تعاني من سوء تغذية حاد ولم تكن تتوفر أي وسيلة فعالة لإنقاذها، مع استمرار انعدام الحليب العلاجي الذي يُعد ضرورة للأطفال الذين يعانون من حالات طبية خاصة.

الحليب العلاجي مفقود منذ شهور

الحليب العلاجي هو تركيبة غذائية مخصصة لعلاج حالات سوء التغذية الحاد أو الارتجاع أو الحساسية، وهو غير متوفر في غزة منذ شهور، وإن توفر فإن أسعاره الباهظة تجعله خارج متناول أغلب العائلات.

والد الطفلة مكة، صلاح الغرابلي، عبّر عن حزنه العميق قائلًا:

“كانت تبكي من الجوع وأنا عاجز. ما في حليب، ولا أدوية، ولا أي علاج. نريد فقط فتح المعابر”.
وأضاف أنهم حاولوا تغذيتها ببدائل مثل العدس أو البطاطا، لكن حالتها كانت تزداد سوءًا.

غزة على أعتاب كارثة إنسانية

في بيان جديد، حذر المكتب الإعلامي الحكومي من أن استمرار منع إدخال حليب الأطفال منذ 150 يومًا يمثل جريمة إبادة صامتة، قد تؤدي إلى وفاة 40 ألف رضيع في أي لحظة، إذا استمر الحصار دون تدخل عاجل.

وأشار البيان إلى أن غزة تعيش “كارثة إنسانية غير مسبوقة”، وسط صمت دولي مطبق وتجاهل لتحذيرات المؤسسات الحقوقية والإنسانية.

“شهداء المجاعة” وغياب العدالة

الأب المكلوم احتسب ابنته من شهداء المجاعة في غزة، قائلًا:

“نريد فتح المعابر من أجل ألا يصل أطفال غزة إلى هذا الحال”.
وأشار إلى أن مئات العائلات تعاني من ظروف مشابهة، حيث لا غذاء ولا دواء ولا أي وسيلة للنجاة.

في السياق، وصفت وكالة أونروا الوضع في غزة بأنه “أسوأ سيناريو للمجاعة”، مؤكدة أن الحل الوحيد هو إدخال كميات هائلة من المساعدات بشكل فوري ومنتظم.

المجتمع الدولي يُدين… ولا يتحرك

رغم إعلان إسرائيل عن “تعليق تكتيكي” لأنشطتها العسكرية في بعض مناطق غزة للسماح بدخول المساعدات، إلا أن منظمات دولية اعتبرت ذلك خداعًا إعلاميًا ومحاولة لتبييض صورة الاحتلال أمام العالم، بينما تستمر سياسة التجويع كسلاح ضد المدنيين.

وقال توم فليتشر، منسق الإغاثة بالأمم المتحدة، إن

“واحدًا من كل ثلاثة فلسطينيين في غزة لم يأكل منذ أيام”، داعيًا إلى إيصال المساعدات الإنسانية فورًا ودون شروط.

أرقام الإبادة الجماعية

منذ 7 أكتوبر 2023، قتلت إسرائيل بدعم أمريكي أكثر من 206 آلاف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 9 آلاف مفقود ومئات آلاف النازحين، بينما يعيش سكان غزة مجاعة خانقة أودت بحياة 147 شخصًا على الأقل، بينهم 88 طفلًا حتى الآن، بحسب وزارة الصحة.

وتستمر إسرائيل في احتلال فلسطين وأراضٍ من سوريا ولبنان، مع رفض تام لقيام دولة فلسطينية مستقلة، عاصمتها القدس الشرقية، على حدود 1967، متحدّية كل القرارات الدولية.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى