أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الثلاثاء، أن مصر ترفض بشكل قاطع أي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية عبر مخططات تهجير الفلسطينيين، وذلك خلال لقائه بنظيره الفلسطيني، رئيس الوزراء محمد مصطفى، على هامش المؤتمر الدولي الرفيع المستوى حول التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين، المنعقد في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك برعاية سعودية–فرنسية.
موقف مصري ثابت ضد التهجير والدعم الكامل لحقوق الفلسطينيين
وشدد عبد العاطي، وفق بيان وزارة الخارجية المصرية، على أن القاهرة ترفض تمامًا المخططات الهادفة إلى تهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم، في إشارة إلى مقترحات أمريكية وإسرائيلية تحدثت عن نقل سكان غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهي مخططات رفضتها مصر رسميًا وانضمت إليها دول عربية وأطراف إقليمية ودولية.
وأكد الوزير استمرار الجهود المصرية المكثفة للوساطة من أجل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية، في ظل الكارثة غير المسبوقة التي يشهدها القطاع المحاصر.
إعادة الإعمار وخطة التعافي
تناول اللقاء بين الجانبين أيضًا التحضيرات لمؤتمر إعادة إعمار غزة، الذي تستعد مصر لاستضافته بالتنسيق مع الحكومة الفلسطينية والأمم المتحدة، كجزء من خطة مصرية لاعتماد تعافٍ مبكر دون تهجير، أُقرّت خلال قمة عربية طارئة في مارس الماضي، بتكلفة تقدر بـ 53 مليار دولار على مدى خمس سنوات.
انتقادات للعدوان على الضفة ودعم للأونروا
وفي سياق متصل، أدان عبد العاطي الانتهاكات الإسرائيلية المتصاعدة في الضفة الغربية، بما في ذلك الاقتحامات اليومية والتوسع الاستيطاني، مشيرًا إلى أن ما يجري في القدس الشرقية يمثل اعتداءً صارخًا على الوجود الفلسطيني، خاصة بعد اقتحام قوات الاحتلال لمدارس تابعة لوكالة الأونروا وإغلاقها بالقوة.
وأكد الوزير دعم مصر الكامل لوكالة الأونروا ودورها الحيوي وغير القابل للاستبدال، رغم قوانين الكنيست الإسرائيلي الأخيرة التي تحظر أنشطة الوكالة وتسحب امتيازاتها، بزعم تورط موظفين تابعين لها في أحداث 7 أكتوبر، وهي مزاعم نفتها الأمم المتحدة بشكل قاطع.
دعم دولي متزايد للاعتراف بفلسطين
أشاد عبد العاطي بإعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن اعتزام بلاده الاعتراف بدولة فلسطين خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل، معربًا عن أمله أن يسهم مؤتمر نيويورك في دفع وتيرة الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية.
وأكد أن مصر تدعم بشكل مطلق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
