وزير الدفاع الإسرائيلي يدعو لاحتلال غزة بالكامل: “يجب أن نبقى ونعمل فيها كما الضفة”

أطلق وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الثلاثاء، دعوة صريحة لإعادة احتلال قطاع غزة، مؤكداً ضرورة بقاء الجيش الإسرائيلي داخل القطاع والعمل فيه أمنيًا كما يفعل في الضفة الغربية، في تصريحات اعتُبرت تمهيدًا رسميًا لخطة توسعية تهدد بمزيد من التصعيد والدمار
جاءت تصريحات كاتس خلال زيارته لمكتب التجنيد في منطقة تل هشومير قرب تل أبيب، وفق ما نقله موقع “والا” العبري نقلاً عن بيان صادر عن مكتبه.
وقال كاتس:
“نحن بحاجة لأن يكون الجيش الإسرائيلي داخل غزة ومحيطها لحماية البلدات الإسرائيلية، ويجب أن يكون لديه القدرة، كما في يهودا والسامرة (التسمية التوراتية للضفة)، على العمل أمنياً في أي مكان داخل غزة”.
خطة احتلال جديدة… بمباركة أمريكية؟
حديث كاتس يأتي بالتزامن مع ما كشفته صحيفة “هآرتس” من أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عرض على “الكابينيت” خطة لاحتلال أجزاء من قطاع غزة، حازت على مصادقة أمريكية مبدئية، ما يعكس تحوّلًا خطيرًا في التوجهات الإسرائيلية بعد 10 أشهر من الحرب المستمرة على القطاع.
كما تزامنت هذه التصريحات مع إعلان وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش أن إسرائيل “أقرب من أي وقت مضى لإعادة احتلال قطاع غزة والاستيطان فيه”، في تصعيد لافت يُعيد إلى الواجهة خطاب الضم والاستيطان الذي لطالما واجه إدانات دولية.
ترامب يُشيد بالاحتلال… ويفتح الباب للنكوص
جاء هذا التصعيد الإسرائيلي بعد ساعات من تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي قال إن “قرار التخلي عن غزة قبل 20 عامًا لم يكن حكيمًا”، في إشارة إلى الانسحاب الإسرائيلي من القطاع عام 2005 بقرار من رئيس الوزراء الأسبق أرييل شارون.
ويُنظر إلى تصريحات ترامب على أنها إشارة ضمنية لتشجيع خطط الاحتلال، أو على الأقل، تبريرها سياسيًا في سياق حملة انتخابية أميركية ذات طابع يميني متطرف.
كاتس: لا لحماس… ولا سيادة لأحد سوانا
وتابع وزير الدفاع الإسرائيلي:
“الهدف هو هزيمة حماس، لا ينبغي أن تكون الذراع العسكرية أو المدنية لها هي من تحدد مستقبل غزة”، في إشارة إلى نية إسرائيل منع أي شكل من أشكال الحكم الذاتي أو السيادة الفلسطينية على القطاع.
وزعم كاتس أن ملف “المختطفين” لا يزال في “قلب القرار السياسي والعسكري”، رغم اتهامات المعارضة الإسرائيلية لنتنياهو بإفشال المفاوضات مع حركة حماس لأغراض سياسية، بحسب ما تتداوله وسائل إعلام إسرائيلية.
إبادة جماعية مستمرة… وخطط ضم تُفاقم الكارثة
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة، تتضمن القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة، وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف العدوان.
وحتى اللحظة، خلّفت الحرب:
- نحو 206,000 فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء.
- أكثر من 9,000 مفقود، تحت الأنقاض أو في ظروف مجهولة.
- مجاعة متفشية تسببت في وفاة عشرات الأطفال والمرضى.
- مئات آلاف النازحين بلا مأوى أو ماء أو طعام.
خلفية: نحو احتلال شامل؟
تُعيد هذه التصريحات الرسمية المتصاعدة الجدل حول نية إسرائيل إعادة فرض سيطرة عسكرية مباشرة على القطاع بالكامل، وهو ما يُشكّل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي واتفاقيات جنيف، ويفتح الباب أمام كارثة إنسانية وسياسية أكبر.