وزير الخارجية المصري: لا لتصفية القضية الفلسطينية أو تهجير الشعب… ونتطلع لاعتراف دولي بالدولة المستقلة

أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الثلاثاء، رفض بلاده القاطع لأي محاولة لتصفية القضية الفلسطينية، بما في ذلك مخططات تهجير الفلسطينيين، مجددًا دعم مصر الكامل لحل الدولتين، وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967.
جاء ذلك خلال لقاء جمع عبد العاطي برئيس الوزراء الفلسطيني ووزير الخارجية محمد مصطفى، على هامش المؤتمر الدولي رفيع المستوى حول التسوية السلمية للقضية الفلسطينية، المنعقد في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك، برئاسة مشتركة بين المملكة العربية السعودية وفرنسا.
لا لتهجير الفلسطينيين… ومصر تواصل جهودها لوقف إطلاق النار
وبحسب بيان وزارة الخارجية المصرية، شدد عبد العاطي على أن “مصر لن تقبل بأي محاولة لتصفية القضية الفلسطينية من خلال تهجير أهلها قسرًا”، مؤكدًا استمرار القاهرة في جهود الوساطة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، الذي يواجه كارثة إنسانية غير مسبوقة.
وتناول اللقاء خطوات تنفيذ خطة التعافي المبكر وإعادة إعمار غزة بعد وقف إطلاق النار، بما يشمل مؤتمرًا مرتقبًا ستستضيفه مصر بالتنسيق مع الحكومة الفلسطينية والأمم المتحدة.
يُذكر أن قمة عربية طارئة كانت قد اعتمدت في مارس/ آذار 2024 خطة مصرية لإعادة إعمار غزة دون تهجير السكان، بميزانية تقديرية تبلغ نحو 53 مليار دولار تُنفّذ على مدار خمس سنوات، لكن الخطة قوبلت برفض من إسرائيل والولايات المتحدة، اللتين طرحتا بديلًا يقوم على تهجير الفلسطينيين إلى مصر أو الأردن، وهو ما رفضته الدولتان ومعهما أطراف عربية ودولية أخرى.
إدانة التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس
كما ناقش الجانبان تطورات الأوضاع في الضفة الغربية، في ظل تصاعد الاقتحامات والانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة.
وأدان عبد العاطي التوسع الاستيطاني المتسارع، والهجمات اليومية التي تنفذها القوات الإسرائيلية والمستوطنون.
ووفق بيانات فلسطينية، فقد أسفرت الاعتداءات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس الشرقية منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 عن مقتل أكثر من 1009 فلسطينيين وإصابة قرابة 7 آلاف آخرين.
وفي غزة، تستمر إسرائيل في شن حرب شاملة أدت إلى مقتل وإصابة أكثر من 205 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى آلاف المفقودين وموجات نزوح حادة وجوع واسع النطاق.
دعم مصر لوكالة الأونروا ورفض استهدافها
وتطرّق وزير الخارجية المصري إلى قرارات إسرائيل بإغلاق المدارس والمستشفيات التابعة لوكالة “الأونروا” في القدس الشرقية، مؤكدًا دعم مصر الثابت للدور “الحيوي وغير القابل للاستبدال” للوكالة الأممية.
وقد كانت الشرطة الإسرائيلية قد اقتحمت في مايو/ أيار الماضي 6 مدارس تابعة للأونروا في القدس وطالبت بإخلائها بالقوة، تنفيذًا لقرار إغلاق صدر في أبريل، ولاقى إدانات فلسطينية ودولية باعتباره انتهاكًا مباشرًا لحق التعليم والوجود الفلسطيني في المدينة المحتلة.
كما صدّق الكنيست الإسرائيلي في أكتوبر 2024 على قانونين يمنعان الأونروا من ممارسة أنشطتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ويدخلان حيّز التنفيذ منذ يناير 2025، بزعم تورّط موظفين في هجوم 7 أكتوبر – وهي ادعاءات نفتها الأمم المتحدة التي أكدت تمسكها بدعم عمل الأونروا.
تطلع للاعتراف بالدولة الفلسطينية
عبّر عبد العاطي خلال اللقاء عن تطلع القاهرة إلى أن يسهم المؤتمر الدولي المنعقد في نيويورك في تعزيز الزخم نحو الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية، مشيدًا بإعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عزمه الاعتراف بدولة فلسطين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل.
وكان ماكرون قد صرّح عبر منصة “إكس”:
“وفاءً بالتزامها التاريخي بسلام عادل ودائم، قررت فرنسا الاعتراف بدولة فلسطين”.
الموقف المصري ثابت
واختتم عبد العاطي بالتأكيد على دعم مصر الكامل لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، وفي مقدمتها حق تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.