حقوق وحرياتمصر

وفاة والد معتقل سياسي أمام مركز تأهيل وادي النطرون تشعل الغضب داخل السجن

لقي المواطن عبد اللطيف مؤمن الضو (70 عامًا) مصرعه، يوم الاثنين 28 يوليو 2025، أمام بوابة سجن وادي النطرون 1 – الذي تغيّر اسمه إلى “مركز تأهيل 10″ – وذلك أثناء توجهه لزيارة نجله المعتقل أحمد عبد اللطيف مؤمن الضو، المحبوس على ذمة القضية المعروفة إعلاميًا بـ”قضية دعم غزة”.

ووقعت الحادثة المأساوية أمام مركز التأهيل الواقع بطريق مصر – الإسكندرية الصحراوي، في منطقة لطالما اشتكى منها أهالي المعتقلين بسبب غياب الإجراءات الآمنة، وعدم وجود ممرات لعبور الزائرين أو مناطق انتظار محمية، وهو ما يُجبر الزوار على عبور الطريق السريع مباشرةً نحو بوابة التفتيش الأمني المقابلة، مما يعرّض حياتهم للخطر.

الضحية كان في طريقه لزيارة ابنه المعتقل

ينحدر المواطن عبد اللطيف وابنه من مركز الدلنجات بمحافظة البحيرة، وقد كان في طريقه كغيره من آلاف الأهالي الذين يقطعون مسافات طويلة أسبوعيًا لزيارة أبنائهم، عندما صدمته سيارة أمام السجن، في مشهد تكرر مرارًا دون تدخل رسمي لوضع حد له.

ابنه، أحمد عبد اللطيف مؤمن الضو (32 عامًا)، محتجز على ذمة القضية رقم 1940 لسنة 2024 أمن دولة عليا، والتي تُعرف إعلاميًا بقضية “دعم غزة”، ويُحتجز في سجن وادي النطرون منذ عدة شهور.

مركز تأهيل… أم ساحة انتظار للمآسي؟

تأتي هذه الحادثة لتسلّط الضوء مجددًا على الظروف غير الآمنة المحيطة بمراكز الاحتجاز في مصر، خصوصًا “مركز تأهيل 10”، الذي شُهدت أمام بوابته أكثر من حالة وفاة وإصابات سابقة جراء عدم وجود بنية تحتية لحماية الزائرين.

وعلى الرغم من أن السجن قد أُدرج ضمن حملة “تطوير السجون” التي أعلنت عنها السلطات، إلا أن الواقع الميداني – بحسب شهادات ذوي المحتجزين – يؤكد استمرار الانتهاكات وسوء المعاملة داخل العنابر، بالإضافة إلى تعنت في إدخال الزيارات، وطول فترات الانتظار في ظروف قاسية.

غضب داخل السجن… واستنكار من الأهالي

علمت أخبار الغد من مصادر حقوقية أن خبر وفاة والد المعتقل انتشر داخل العنابر، وأثار موجة من الغضب بين السجناء، الذين اعتبروا أن الإهمال المتكرر لحياة الأهالي هو امتداد لانتهاك حقوقهم داخل الزنازين.

ونقل أهالي آخرون شكاوى مماثلة، متسائلين:
“كم من الأرواح يجب أن تُزهق حتى يتم إنشاء جراج بسيط أو ممر مشاة آمن؟”

مطالبات بتحقيق عاجل

طالب ناشطون ومنظمات حقوقية بفتح تحقيق عاجل في ملابسات الحادث، وتحميل وزارة الداخلية المسؤولية عن سلامة الزائرين، مع الدعوة إلى:

  • إنشاء نقاط عبور آمنة أمام السجون.
  • تخصيص مناطق انتظار محمية مخصصة للأهالي.
  • الاستجابة لمناشدات مكررة عمرها سنوات.

من سجن إلى “تأهيل”… لكن أين الأمان؟

يُشار إلى أن سجن وادي النطرون 1 خضع لتغيير اسمه ضمن ما سُمّي بحملة تطوير شاملة، ليصبح “مركز تأهيل 10″، لكن هذا التغيير الشكلي لم يرافقه تغيير حقيقي في ظروف الاحتجاز أو في المعاملة التي يتلقاها الأهالي والمعتقلون على حد سواء، وفق منظمات حقوقية مستقلة.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى