الناشط حمدي سليمان يروي لحظة إنسانية مؤثرة أمام السفارة المصرية بالنمسا: “صوتي هو صوت كل مكبوت مش قادر يتكلم”

في لحظة إنسانية مؤثرة، روى الناشط المصري حمدي سليمان تفاصيل زيارته اليوم إلى السفارة المصرية في العاصمة النمساوية فيينا، والتي جاءت بدافع الضغط النفسي الهائل الناتج عن مشاهد الحرب في غزة، ورغبته في التعبير عن صوته وصوت من لا يستطيعون الحديث.
حمدي سليمان: “أنا حساس جدًا… ومشاهد الحرب أثرت عليا بشدة”
قال سليمان إنه توقف تمامًا عن متابعة البرامج التلفزيونية منذ 7 أكتوبر الماضي بسبب ما وصفه بـ”الاكتئاب الحاد” الناتج عن صور القصف والمجازر، مضيفًا:
“بعد 7 أكتوبر شاركت في مظاهرات واعتصامات، لكن الضغط بقى فوق طاقتي. أنا حساس جدًا، مش بنام، وكل مرة أتكلم في مظاهرة برجع البيت منهار.”
وأوضح أن مشهدًا واحدًا كان كافيًا ليدفعه إلى الانهيار:
“شفت فيديو لطفلة بتتخيل إنها بتاكل… عندي بنت في نفس السن، المشهد خنقني. قعدت 3 أيام مش عارف أنام، وكنت على وشك أقفل على نفسي الجنزير.”
زيارة السفارة: “أنا مش رايح أشتكي… أنا رايح أقول كفاية”
تابع سليمان حديثه قائلًا إنه قرر الذهاب إلى السفارة المصرية دون موعد، على أمل مقابلة أي مسؤول، فقط من أجل أن يقول كلمته:
“أنا مش رايح أشتكي ولا أعمل مشكلة، أنا رايح أقول كفاية… الناس دي بتتقطع، وإحنا ساكتين.”
وأضاف:
“أنا موجود عشان اللي مش قادرين يتكلموا، صوتي ده صوت كل واحد مكبوت.”
تم استدعاء الشرطة لمحاولة إسكاتي
في لحظة توتر، كشف سليمان عن أنه وأثناء وجوده بالقسم القنصلي داخل السفارة المصرية بفيينا، تم استدعاء الشرطة بحقه من قبل بعض الموظفين، قائلًا:
“في السفارة المصرية بفيينا، داخل القسم القنصلي، طلبوا لي الشرطة توهمًا بأني هذا يصمتني! فلسطين حرة… افتحوا معبر رفح.”
وأكد أن موقفه لا ينتمي لأي تيار سياسي، بل هو ببساطة صرخة ضمير إنساني:
“ده موقف إنساني، مش سياسي. أنا شفت فنانين ومفكرين من كل العالم بيقولوا لأ، وإحنا كمان لازم نقول.”
دعوة للضمير: “احنا محتاجين نفوق”
اختتم الناشط حمدي سليمان تصريحاته برسالة صادقة قائلاً:
“أنا بس كنت عايز أصحي ضميرهم… مش عايز أكتر من كده. فيه ناس بتموت وبتتقطع، مش لازم نفضل ساكتين.”
ويُعد هذا الموقف نموذجًا صارخًا لما يشعر به كثير من المواطنين المصريين والعرب في المهجر، من عجز وألم تجاه ما يحدث في فلسطين، خاصة في ظل صمت رسمي وشعبي متزايد.