زيارة تبون لإيطاليا تعمّق التوتر بين الجزائر وفرنسا.. واتفاقيات استراتيجية تعزز الشراكة مع روما

أثارت زيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الأخيرة إلى إيطاليا، والتي توجت بتوقيع أكثر من 40 اتفاقية تعاون بين البلدين، انزعاجًا واضحًا في الأوساط السياسية والإعلامية الفرنسية، لا سيما في صفوف اليمين المتطرف، وسط اتهامات لباريس بـ”الفشل الدبلوماسي” في الحفاظ على نفوذها في المنطقة المغاربية.
الزيارة، التي تُعد الثانية منذ تولي تبون الحكم في 2019، شهدت عقد القمة الحكومية الخامسة بين الجزائر وإيطاليا، وتوقيع اتفاقيات شملت الطاقة والدفاع والصناعة والتكنولوجيا والزراعة، فضلاً عن استقبال رسمي رفيع من الرئيس الإيطالي والبابا في الفاتيكان.
وتُعد إيطاليا الشريك التجاري الأول للجزائر، بحجم تبادلات بلغ 15 مليار يورو عام 2024، وتغطي الجزائر أكثر من ثلث احتياجات روما من الغاز، ما يجعلها حليفاً استراتيجياً للطاقة منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية.
في المقابل، هاجم إعلام فرنسي محسوب على اليمين، وعلى رأسه قناة CNEWS، الزيارة واعتبرها “صفعة للدبلوماسية الفرنسية”، في ظل تراجع ملحوظ للدور الفرنسي في الجزائر، خاصة بعد اعتراف باريس بمقترح الحكم الذاتي المغربي في قضية الصحراء، وما تبعه من أزمة دبلوماسية حادة بين البلدين.
من جهتها، اعتبرت شخصيات جزائرية مقيمة بفرنسا أن الانزعاج الفرنسي يعكس “نظرة استعمارية قديمة” و”فراغاً استراتيجياً”، في وقت اختارت فيه الجزائر تنويع شراكاتها الإقليمية على أساس المصالح المتبادلة والسيادة الوطنية، بعيداً عن التبعية التاريخية لفرنسا.
وتأتي هذه التحولات في سياق تقارب جزائري-إيطالي متنامٍ، يعزز مكانة الجزائر كمحور إقليمي في ملفات الطاقة والأمن والاقتصاد، ويعيد رسم معالم النفوذ الأوروبي في المنطقة المغاربية.