العالم العربي

نعيم قاسم: حزب الله لن يسلم سلاحه من أجل إسرائيل والقرار لبناني داخلي

أعلن نائب الأمين العام لحزب الله اللبناني، الشيخ نعيم قاسم، الأربعاء، أن الحزب “لن يسلم السلاح من أجل إسرائيل”، مؤكدًا أن قضية سلاح المقاومة “شأن لبناني داخلي لا علاقة للعدو به”، في رفض مباشر للمطالبات الدولية والمحلية بنزع السلاح.

السلاح أولوية سيادية.. لا علاقة للعدو به

وفي كلمة متلفزة، قال قاسم:
“إذا ربط البعض بين سحب السلاح واتفاق وقف إطلاق النار، أقول له إن السلاح شأن لبناني داخلي ولا علاقة للعدو الإسرائيلي به.”

وأضاف:
“لن نسلم السلاح من أجل إسرائيل… السلاح ليس أولوية الآن، بل الأولوية للإعمار ووقف العدوان.”

ولفت إلى أن “من غير الممكن تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار من جهة لبنان فقط”، مشيرًا إلى أن العدوان الإسرائيلي “ما زال مستمرًا، والعدو يريد البقاء في النقاط الخمس التي يحتلها كمقدمة للتوسع”.

الحكومة اللبنانية تبحث “حصر السلاح” بالدولة

وفي سياق متصل، أعلن رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام، الثلاثاء، أن مجلس الوزراء سيستكمل الأسبوع المقبل بحث مسألة بسط سيادة الدولة على كافة أراضيها بقواها الذاتية حصرا، في إشارة مباشرة إلى نزع سلاح حزب الله.

المبعوث الأمريكي يجدد دعوة “احتكار السلاح”

وكان المبعوث الأمريكي توماس باراك قد جدد، الأحد، دعوته للدولة اللبنانية إلى “احتكار السلاح في البلاد”، في إشارة مباشرة إلى سلاح “حزب الله”.

وكتب باراك على منصة إكس (تويتر سابقًا):
“مصداقية الحكومة اللبنانية تعتمد على قدرتها على التوفيق بين المبادئ والتطبيق… وكما أكد قادتها مرارًا وتكرارًا، من الضروري أن تحتكر الدولة السلاح.”

وتابع:
“ما دام حزب الله محتفظًا بالسلاح، فلن تكفي الكلمات.”

باراك تسلم الرد اللبناني على المقترح الأمريكي

وكان باراك قد اختتم، الأربعاء الماضي، زيارة إلى بيروت استمرت 4 أيام، حيث تسلم من الرئيس اللبناني جوزاف عون الرد على المقترح الأمريكي بشأن نزع سلاح حزب الله وانسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان.

وجاء في بيان للرئاسة اللبنانية أن الرد ركّز على:
“الضرورة الملحة لإنقاذ لبنان عبر بسط سلطة الدولة على كامل أراضيها بقواها الذاتية دون سواها، وحصر السلاح في قبضة القوى المسلحة (الجيش) وحدها، والتأكيد على مرجعية قرار الحرب والسلم لدى المؤسسات الدستورية.”
ولم يتم الكشف عن باقي مضمون الرد رسميًا.

قاسم: طالبوا أولًا برحيل الاحتلال بدلًا من نزع السلاح

وفي تصريحات سابقة، قال نعيم قاسم، في 4 يوليو/ تموز الجاري:
“على من يطالب المقاومة (حزب الله) بتسليم سلاحها، المطالبة أولًا برحيل العدوان (إسرائيل)، لا يُعقل ألا تنتقدوا الاحتلال، وتطالبوا فقط من يقاومه بالتخلي عن سلاحه.”

توتر متصاعد رغم اتفاق وقف إطلاق النار

تأتي هذه التصريحات في ظل تصاعد التوتر على جبهة جنوب لبنان، حيث تستمر الغارات الإسرائيلية على مناطق مدنية لبنانية، رغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار منذ نوفمبر 2024.

وكانت إسرائيل قد شنت عدوانًا على لبنان في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول 2024، أسفرت عن أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو 17 ألف جريح.

وفي 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، دخل اتفاق لوقف إطلاق النار بين “حزب الله” وإسرائيل حيّز التنفيذ، إلا أن تل أبيب خرقت الاتفاق أكثر من 3 آلاف مرة، ما أدى إلى مقتل 262 شخصًا وإصابة 563 آخرين، وفق بيانات رسمية.

انسحاب جزئي واستمرار الاحتلال لخمس تلال لبنانيورغم اتفاق وقف إطلاق النار، نفذ الجيش الإسرائيلي انسحابًا جزئيًا من جنوب لبنان، لكنه لا يزال يحتل خمس تلال لبنانية كان قد سيطر عليها خلال الحرب الأخيرة، وسط مخاوف من استخدامها قاعدة لتوسع عسكري جديد.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى