نقابة الصحفيين التونسيين تدين احتجاز الناشط حاتم العويني وتطالب بتحقيق أممي في جريمة اختطاف “حنظلة”

أدانت نقابة الصحفيين التونسيين، الأربعاء، الاحتجاز القسري الذي مارسته قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق نشطاء سفينة “حنظلة” المتجهة إلى قطاع غزة، وبينهم الناشط التونسي حاتم العويني، مؤكدة أن ما جرى يشكل “جريمة اختطاف دولية” تستوجب تحقيقًا عاجلًا تحت إشراف الأمم المتحدة.
احتجاز قسري وانتهاك للسيادة الدولية
وقالت النقابة في بيان رسمي:
“تمر اليوم أربعة أيام منذ اختطاف المناضل التونسي حاتم العويني من طرف الكيان الصهيوني، حيث كان ضمن المتضامنين الدوليين على متن سفينة حنظلة، في إطار قافلة الحرية الهادفة إلى كسر الحصار المفروض على قطاع غزة”.
وكانت قوات من البحرية الإسرائيلية قد اقتحمت، السبت، سفينة “حنظلة” أثناء توجهها إلى غزة، وسيطرت عليها بالكامل، واقتادتها إلى ميناء أسدود، واعتقلت النشطاء على متنها، من ضمنهم العويني.
وأوضحت النقابة أن العويني ورفاقه يتعرضون للاحتجاز القسري والتعسفي، مشيرة إلى أن ما جرى “يُعد خرقًا سافرًا لاتفاقيات جنيف، التي تلزم القوة المحتلة بحماية المدنيين”.
دعوة للإفراج والتحقيق تحت إشراف الأمم المتحدة
وشددت النقابة على “ضرورة الإفراج الفوري وغير المشروط عن العويني وجميع المعتقلين من سفينة حنظلة”، داعية إلى “فتح تحقيق دولي عاجل ومستقل تحت إشراف الأمم المتحدة في جريمة الاختطاف والاحتجاز التعسفي”.
كما أكدت أن ما حدث “تم في المياه الدولية، تحديدًا في البحر الأبيض المتوسط، ما يجعله انتهاكًا جسيمًا للقانون الدولي الإنساني وقانون البحار الدولي”.
واعتبرت النقابة أن هذا العمل يمثل “قرصنة بموجب المادة 101 من اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار”، واستهدافًا مباشرًا لمدنيين عزّل في نطاق يحكمه القانون الدولي.
تحميل الاحتلال المسؤولية ومساءلة الصامتين
حمّلت النقابة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن سلامة النشطاء المختطفين، كما وجهت اتهامًا مباشرًا إلى المجتمع الدولي، معتبرة أن “صمت الأمم المتحدة، ومجلس حقوق الإنسان، والاتحاد الأوروبي، والدول الراعية لحقوق الإنسان يجعلهم شركاء في الجريمة”.
وطالبت تونس بـ**”تحمل مسؤولياتها كاملة في إنقاذ المواطن التونسي المختطف، وإعلام الرأي العام بكافة الخطوات المتخذة، والتوقف عن الصمت”**.
النشطاء يرفضون الترحيل ويواصلون الإضراب عن الطعام
وفي تطور جديد، قالت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، مساء الاثنين، إن نشطاء السفينة “حنظلة” المحتجزين في إسرائيل رفضوا التوقيع على أوراق الترحيل القسري، وأعلنوا استمرارهم في الإضراب المفتوح عن الطعام.
وأشارت اللجنة إلى أن بعض النشطاء تعرضوا للعنف الجسدي خلال عملية الاعتقال، كما تحدثت ناشطات عن ظروف احتجاز سيئة للغاية، تشمل غياب التهوية وسوء النظافة وانعدام مستلزمات الرعاية الأساسية.
تجاوزات بحرية جديدة وذكريات “مرمرة”
ووفق اللجنة الدولية، فإن سفينة “حنظلة” كانت قد وصلت إلى مسافة 70 ميلًا من شواطئ غزة قبل اقتحامها، وهي مسافة تجاوزت ما وصلت إليه سفن سابقة مثل “مرمرة الزرقاء” عام 2010 (72 ميلاً)، وسفينة “مادلين” (110 أميال)، و”الضمير” (1050 ميلاً).
وأبحرت “حنظلة” من ميناء سيراكوزا الإيطالي في 13 يوليو الجاري، ثم توقفت في ميناء غاليبولي بتاريخ 15 يوليو بسبب مشكلات تقنية، قبل أن تواصل إبحارها في 20 يوليو باتجاه غزة.
حرب إبادة ومجاعة في غزة
تأتي هذه الأحداث في ظل واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية التي يشهدها قطاع غزة، حيث تتزامن المجاعة مع حرب إبادة جماعية تشنها إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بدعم أمريكي مباشر.
ومع الإغلاق الكامل للمعابر ومنع دخول الغذاء والدواء منذ 2 مارس/آذار 2024، تفشّت المجاعة وظهرت علامات سوء التغذية الحاد على الأطفال والمرضى في مختلف أنحاء القطاع.
وتسببت هذه الحرب حتى الآن في أكثر من 206 آلاف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى ما يزيد عن 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، إلى جانب مجاعة فتّاكة تُزهق أرواح المدنيين يوميًا، في ظل صمت دولي مطبق.