هآرتس: موجة انتحارات غير مسبوقة بين الجنود الإسرائيليين منذ بدء حرب غزة

كشفت صحيفة “هآرتس” العبرية عن ارتفاع حاد في حالات الانتحار بين صفوف جنود الجيش الإسرائيلي منذ بدء الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مشيرة إلى وجود أزمة صحية نفسية داخل المؤسسة العسكرية.
وبحسب الصحيفة، فقد انتحر 17 جنديًا منذ بداية 2025، فيما سجل العام الماضي 24 حالة انتحار، مقارنة بـ17 حالة في عام 2023، بينهم 7 انتحروا بعد انطلاق الحرب مباشرة. وتُظهر هذه الأرقام تصاعدًا مقلقًا يربطه مراقبون بتداعيات الحرب.
ووفق التحقيق الذي نُشر على الموقع الإلكتروني لـ”هآرتس”، تعاني إسرائيل من نقص حاد في الأطباء النفسيين والمختصين الاجتماعيين، ما ينعكس سلبًا على التعامل مع الجنود العائدين من جبهات القتال، خاصة جنود الاحتياط والمكلفين بمهمات مرهقة نفسيًا، مثل “وحدة تحديد هوية القتلى”.
الصحيفة أشارت أيضًا إلى أن مئات الجنود شهريًا يُحالون إلى أقسام التأهيل النفسي التابعة للجيش، بسبب معاناتهم من اضطرابات ما بعد الصدمة نتيجة مشاركتهم في العمليات العسكرية على غزة.
وكان آخر هؤلاء الجنود، آرئيل تمان، وهو جندي احتياط عُثر عليه منتحرًا في منزله بمستوطنة أوفاكيم جنوب البلاد، وكان مكلفًا بالتعرف على جثث قتلى الجيش الإسرائيلي.
ورغم تفاقم الظاهرة، فإن الجيش الإسرائيلي يمتنع عن نشر بيانات رسمية دقيقة، إذ رفض المتحدث العسكري إيفي دوفرين في 15 يوليو الجاري تقديم أي إحصاءات، وفقًا لوسائل إعلام عبرية.
خسائر بشرية ونفسية فادحة
بالتوازي مع ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي رسميًا أن 893 عسكريًا قُتلوا وأصيب 6108 آخرين منذ بدء الحرب، غير أن محللين وخبراء يعتبرون أن هذه الأرقام لا تعكس الحجم الحقيقي للخسائر، وسط تكتم رسمي وتضييق إعلامي داخلي.
وفي المقابل، تتواصل حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على غزة، حيث قُتل وأصيب أكثر من 206 آلاف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى نحو 9 آلاف مفقود، ونزوح جماعي واسع ومجاعة حادة أودت بحياة العديد من المدنيين.
وتتجاهل إسرائيل جميع النداءات الدولية وقرارات محكمة العدل الدولية التي دعت إلى وقف القتال، في وقت يصف فيه مراقبون ما يجري بأنه انهيار أخلاقي وإنساني شامل يطال كافة أطراف الصراع، بما فيها الجنود الإسرائيليون أنفسهم.