الرئيس اللبناني جوزاف عون يكشف تفاصيل مذكرة أمريكية معدّلة: وقف الاعتداءات شرط لحصر السلاح بيد الدولة

كشف الرئيس اللبناني جوزاف عون، الخميس، عن بنود مذكرة استراتيجية قدّمتها بيروت للولايات المتحدة بعد إدخال تعديلات جوهرية، تتضمن وقفًا فوريًا للاعتداءات الإسرائيلية وانسحابًا من الأراضي المحتلة كشرط أساسي لتأمين حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية.
أبرز بنود المذكرة: وقف الاعتداءات وتسليم سلاح حزب الله
وفي كلمة ألقاها من مقر وزارة الدفاع في بيروت، بمناسبة عيد الجيش اللبناني في 1 أغسطس/آب، قال عون إن المذكرة ستُعرض على مجلس الوزراء الأسبوع المقبل، وتتضمن:
- وقفًا فوريًا للاعتداءات الإسرائيلية.
- انسحابًا كاملاً من الأراضي اللبنانية المحتلة.
- بسط سلطة الدولة على كامل أراضيها.
- تسليم سلاح حزب الله إلى الجيش اللبناني.
- دعم سنوي بمليار دولار من الدول الصديقة لتعزيز قدرات الجيش.
- ترسيم الحدود البرية مع سوريا بمساعدة أمريكية وفرنسية وسعودية.
- مكافحة التهريب والمخدرات عبر الحدود.
وأكد عون أن الهدف هو تأكيد حصرية السلاح بيد الجيش والقوى الأمنية، مضيفًا: “تعبنا من حروب الآخرين، وآن الأوان لإنهاء أطماع أعدائنا”.
دعوة للتوافق الوطني والفرصة التاريخية
دعا الرئيس اللبناني جميع القوى السياسية إلى مقاربة الملف بجدية ومسؤولية، مضيفًا أن الخطر الأمني أو الاقتصادي “لن يطال فئة دون أخرى”. وأكد أن انتهاكات إسرائيل لسيادة لبنان لم تتوقف منذ وقف إطلاق النار المعلن أواخر 2024، حيث منعت الأهالي من العودة إلى أراضيهم.
الجيش اللبناني يوسّع انتشاره رغم خروقات إسرائيلية
قال عون إن الجيش تلقى تكليفًا بتنفيذ وقف إطلاق النار، وبدأ بتجنيد أكثر من 4500 عنصر جديد، مشيرًا إلى أن الانتشار العسكري مستمر رغم عدم التزام إسرائيل بتعهداتها.
وشدد على أن حصر السلاح يسير بالتوازي مع جهود إعادة الإعمار، مشيرًا إلى انطلاق عمليات مسح الأضرار.
دعم سعودي وفرنسي لتهدئة الحدود السورية – اللبنانية
أشار الرئيس إلى وجود مبادرة سعودية جديدة للمساهمة في استقرار الحدود مع سوريا، مؤكدًا حرص لبنان على بناء علاقات ممتازة مع دمشق لما فيه مصلحة البلدين.
توافق أمريكي على ضرورة احتكار الدولة للسلاح
يأتي هذا التحرك اللبناني بعد زيارة المبعوث الأمريكي توماس باراك، الذي تسلّم رد بيروت الرسمي على مقترح واشنطن بشأن نزع سلاح حزب الله.
وشدد باراك في تصريحات له على أن:
“مصداقية الحكومة اللبنانية تعتمد على قدرتها على احتكار السلاح”
مضيفًا:
“ما دام حزب الله يحتفظ بالسلاح، فلن تكفي الكلمات”.
حزب الله يرفض تسليم السلاح
من جانبه، أعلن الأمين العام لـ”حزب الله” نعيم قاسم، أن الحزب “لن يسلم السلاح من أجل إسرائيل”، معتبرًا المسألة “شأنًا لبنانيًا داخليًا”.
السياق الميداني: توتر متواصل وخروقات إسرائيلية
تأتي هذه التطورات في ظل تصاعد التوتر جنوب لبنان، حيث تواصل إسرائيل غاراتها رغم اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في نوفمبر 2024.
وبحسب بيانات رسمية، أسفرت هذه الخروقات عن:
- أكثر من 3000 انتهاك لوقف النار.
- 262 قتيلاً و563 جريحًا منذ الاتفاق.
- وتُواصل إسرائيل احتلال خمس تلال لبنانية على الحدود، رغم تنفيذ انسحاب جزئي من الجنوب بعد انتهاء الحرب التي بدأت في سبتمبر 2024، وخلّفت أكثر من 4 آلاف قتيل و17 ألف جريح.