العالم العربيفلسطين

طبيبة بريطانية تكشف: وفاة 60 طفلًا في غزة خلال 23 يومًا بسبب الجوع وسوء التغذية

كشفت الطبيبة البريطانية فيكتوريا روز، التي عملت ضمن بعثات طبية إنسانية في قطاع غزة، عن وفاة 60 طفلًا فلسطينيًا خلال 23 يومًا فقط نتيجة سوء التغذية الناتج عن سياسة التجويع الإسرائيلية، مؤكدة أن غزة تواجه كارثة إنسانية وصحية “لا رجعة فيها”.

“كل دقيقة تمر تشهد موت طفل جديد بسبب الجوع”

روت روز، جرّاحة التجميل التي شاركت في بعثة تابعة لمنظمتي “الإغاثة الإسلامية” (Islamic Help) و**”أيديالز” (IDEALs)** البريطانيتين، أنها غادرت غزة في 4 يونيو/ حزيران الماضي، وكانت الأوضاع حينها مروعة، لكنها عادت اليوم لتؤكد أن الوضع “أصبح أسوأ بكثير”.

وأضافت أن مستشفى ناصر في خان يونس شهد وفاة 60 طفلًا خلال 23 يومًا فقط، والعدد في تزايد مستمر بسبب تدهور الأوضاع الغذائية والصحية بشكل خطير.

مساعدات محدودة وإطلاق نار على المنتظرين

أشارت روز إلى أن إيصال الغذاء إلى غزة بات شبه مستحيل، وأن المؤسسة الوحيدة المصرح لها بإدخال مساعدات محدودة هي جهة مدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة، مؤكدة أن الفلسطينيين باتوا يعلمون أن الذهاب إلى نقاط التوزيع يعادل التعرض للرصاص أو الموت جوعًا.

وفي 27 مايو/ أيار الماضي، فُرضت آلية لتوزيع المساعدات بعيدًا عن إشراف الأمم المتحدة، ضمن ما يعرف بـ”مؤسسة غزة الإنسانية”، ما فاقم معاناة المدنيين الذين يُستهدفون بالرصاص أثناء محاولة الحصول على الغذاء.

القطاع الصحي: انهيار شامل ونقص في الأدوية

وصفت الطبيبة البريطانية الأزمة بأنها “خارج السيطرة”، مؤكدة أن سوء التغذية يدمّر المناعة ويمنع التئام الجروح، مشيرة إلى وجود نقص حاد في الأدوية، خاصة المضادات الحيوية.

وقالت إن الإصابات التي تعاملت معها تقع ضمن ثلاث فئات رئيسية:

  • إصابات داخلية بسبب موجات الصدمة (تمزق الأمعاء أو طبلة الأذن)
  • حروق شديدة بفعل الانفجارات والحرائق
  • إصابات قاتلة من الشظايا التي تخترق الصدر أو الدماغ أو الأمعاء وتؤدي إلى الوفاة مباشرة

الجوع يطال الأطباء أيضًا

كشفت روز أن حتى الفرق الطبية الأجنبية تعاني من الجوع، وقالت إنهم اضطروا لإحضار الطعام معهم في حقائب لا تتجاوز 23 كيلوغرامًا، مؤكدة أن مستشفى ناصر توقف لاحقًا عن توفير الوجبات.

وأضافت:

“زملائي كانوا يشترون الطعام بأسعار باهظة أو يخاطرون بالذهاب إلى نقاط المساعدات، رغم الخطر الشديد”.

دعوة عالمية لإدخال المساعدات بشكل عاجل

دعت روز قادة العالم إلى التحرك الفوري لمواجهة الكارثة الإنسانية، مشددة على ضرورة إيقاف الدور الحالي لمؤسسة غزة الإنسانية، والسماح بإدخال مساعدات عبر ممرات متعددة وبكميات كبيرة تشمل الغذاء، مياه الشرب، المعقمات، اللقاحات، والرعاية الصحية للأطفال.

جهود منظمات الإغاثة البريطانية

تواصل منظمة “الإغاثة الإسلامية”، بالشراكة مع “إيديالز”، إرسال فرق طبية إلى مستشفيات غزة منذ ديسمبر 2023، حيث تجري عمليات طارئة، وتوفر مستلزمات جراحية وأدوية أساسية، وتضع خططًا طويلة الأمد لدعم القطاع الصحي الفلسطيني.

كما تطلق حملات لجمع التبرعات، وتُغطي تكاليف نقل المعدات والكوادر الطبية إلى غزة، رغم الحصار الإسرائيلي المتشدد.

إبادة جماعية متواصلة بدعم أمريكي

منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية في قطاع غزة، تشمل القتل، التجويع، التدمير، والتهجير القسري، وسط تجاهل دولي وأوامر صريحة من محكمة العدل الدولية بوقف العدوان.

وقد خلّفت هذه الإبادة:

  • أكثر من 206 آلاف قتيل وجريح
  • غالبيتهم من النساء والأطفال
  • ما يزيد على 9 آلاف مفقود
  • 154 وفاة بسبب المجاعة، بينهم 89 طفلًا
  • مئات آلاف النازحين في ظروف معيشية مأساوية
المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى