
تحل الذكرى السنوية الأولى لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية، الذي استشهد في عملية اغتيال إسرائيلية استهدفته خلال وجوده في إيران، في سياق الحرب الشاملة التي شنتها “إسرائيل” على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023.
وحينها أكدت أوساط إسرائيلية أن اغتيال هنية كان رسالة سياسية وعسكرية” تستهدف رأس القيادة السياسية لـ”حماس”، وتشكل محاولة لزعزعة تماسك الحركة وضرب رمزيتها في الشارع الفلسطيني.
وقد اعتُبر اغتيال الشهيد هنية في (31 يوليو 2024)، أحد أهم وأخطر الأحداث الفارقة في الحرب الأخيرة، نظراً لرمزيته كواجهة سياسية للحركة ولقربه من أجنحة المقاومة.
هزيمة بعيدة المنال
في نهاية العام الماضي، أي بعد شهرين فقط على الحرب، كتب رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت مقالاً في جريدة «هآرتس» العبرية قال فيه، إن «هزيمة حماس ما زالت بعيدة المنال وليست سهلة». وأضاف أولمرت: «كانت احتمالات تحقيق القضاء التام على حماس معدومة، منذ اللحظة التي أعلن فيها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أن ذلك هو الهدف الرئيسي للحرب». وتابع: «حتى في ذلك الوقت كان واضحاً لكل من فكر في الأمر أن التدمير الكامل للمنظمة مجرد أُمنيات غير قابلة للتطبيق عسكرياً، حتى في ظل ظروف غير تلك الموجودة في قطاع غزة».
حركة “حماس”، قالت في بيان لها عقب الاغتيال إن “استهداف هنية لن يوقف المقاومة، بل سيضاعف إصرارها”، وأكدت أنها ماضية في مشروع التحرير.
وسارعت الحركة بعد عملية الاغتيال إلى الإعلان عن تولي قائدها في غزة يحيى السنوار رئاسة مكتبها السياسي، والذي اغتاله جيش الاحتلال خلال تواجده داخل عقدة قتالية في رفح جنوب قطاع غزة.
وأكدت “حماس”، أن جريمة اغتيال هنية الغادرة، لم تضعفها، بل زادتها تجذراً في المبادئ والثوابت الوطنية، ومضياً في درب النضال حتى دحر الاحتلال، مشددة على أن سياسة اغتيال القادة لم تنجح يوماً في كسر إرادة المقاومة، بل زادتها قوةً ووفاءً لدماء الشهداء.
وأشادت الحركة خلال بيان لها في الذكرى السنوية الأولى للاغتيال هنية بمسيرة القائد الشهيد، “شهيد فلسطين والأمة”، التي قالت إنها حافلة بالنضال والعمل الدؤوب في مختلف الميادين، بدءاً من نشاطه الطلابي والتنظيمي منذ الانتفاضة الأولى عام 1987، وانخراطه المبكر في صفوف الحركة، ومشاركته الفاعلة في مواجهة الاحتلال، وما تعرض له من اعتقال وإبعاد، وحتى قيادته للحكومة الفلسطينية، وانخراطه في العمل الوطني المشترك، وتثبيت الوحدة الداخلية، وتصديه للحصار والعدوان على قطاع غزة، وانتهاءً بقيادته المكتب السياسي للحركة في مرحلة مفصلية من تاريخ الصراع.
وأكد البيان أن استشهاد القائد هنية، لم يكن حدثاً عابراً، بل محطة فاصلة تؤكد أن قادة المقاومة لا يغادرون ميادين المواجهة، بل يقدمون أبناءهم وأحفادهم شهداء، ويختمون حياتهم بالشهادة على طريق القدس، كما فعل القائد هنية، الذي ارتقى بعد أن قدّم من أسرته كوكبة من الشهداء خلال معركة “طوفان الأقصى”.
وفي سياق الوفاء لنهج الشهيد ومواقفه، جددت حركة “حماس” في بيانها التمسك بالدعوة التي أطلقها القائد إسماعيل هنية قبل استشهاده، باعتبار الثالث أغسطس من كل عام يوماً وطنياً وعالمياً لنصرة غزة والقدس والأقصى والأسرى، ويوماً للحراك الشعبي والسياسي المتواصل حتى وقف حرب الإبادة والتجويع ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، وتحقيق الحرية والاستقلال.