أسير إسرائيلي: “أدخلوا الطعام… أموت جوعاً وأعيش في جحيم”

في تسجيل مصور، وجّه الجندي الإسرائيلي الأسير لدى سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، روم بارسلافسكي، نداء استغاثة مؤثرًا إلى حكومته، طالباً إدخال الطعام ووقف الحرب، مشيراً إلى أنه “على حافة الموت” بسبب الجوع والمعاناة المتفاقمة.
وقالت سرايا القدس إن الفيديو الذي بُث مساء الخميس، يُعد “الرسالة الأخيرة” التي وصلت من الأسير قبل أن يُفقد الاتصال بالمجموعة الآسرة له داخل قطاع غزة، مؤكدة أن الأسير محتجز منذ ما يقرب من عام وتسعة أشهر، منذ ما يعرف بعملية “عربات جدعون”.
وظهر بارسلافسكي، البالغ من العمر 22 عامًا ومن سكان القدس المحتلة، في الفيديو وهو يتقلب في فراشه، يبدو عليه الإعياء الشديد والضعف الجسدي، وقال باكيًا:
“أرجوكم أدخلوا الطعام قبل أن أموت من الجوع. أنا لا أستطيع التنفس ولا أستطيع مواصلة الحياة. لا آكل ولا أشرب، فقط 3 أقراص فلافل أو صحن أرز بالكاد طوال اليوم”.
وكشف الأسير عن تدهور حالته الصحية، مشيرًا إلى آلام شديدة في القدمين واليدين، وعدم القدرة على الوقوف أو الذهاب إلى الحمام دون أن يسقط مغشيًا عليه.
وفي مشهد إنساني لافت، عبّر الأسير عن صدمته من المشاهد التي يراها لأطفال غزة عبر التلفاز داخل مكان احتجازه، قائلاً:
“شاهدت أطفالا يموتون من الجوع، هياكل عظمية. لم أرَ شيئًا كهذا من قبل. هذا تنكيل، ما ذنبهم؟”
ووجّه نداء مباشراً لحكومته قائلاً:
“أوقفوا هذا الجحيم، لا تواصلوا قتل الأطفال وتجويعهم، إن كانت قلوبكم لا تتحرك لهم، فتحركوا على الأقل من أجل أسراكم في غزة”.
كما أظهر الفيديو مشاهد للأسير وهو يكتب يومياته باللغة العبرية، ويتحدث بحزن وألم عن أمله في النجاة، إضافة إلى مشاهد لأطفال غزيين في أوضاع إنسانية مأساوية.
وفي نهاية التسجيل، وجهت سرايا القدس رسالة سياسية مباشرة إلى الرأي العام الإسرائيلي جاء فيها:
“ما يعانيه شعبنا يعانيه أسراكم”، في تأكيد على أن المعاناة الإنسانية في غزة ليست بمعزل عن مصير الجنود الإسرائيليين المحتجزين في القطاع.
ويأتي هذا التسجيل في ظل أزمة إنسانية غير مسبوقة تعيشها غزة، حيث أعلنت وزارة الصحة مؤخرًا ارتفاع عدد ضحايا الجوع وسوء التغذية إلى 154 فلسطينيًا بينهم 89 طفلاً، مع استمرار الحصار الإسرائيلي ومنع إدخال المساعدات الإنسانية.