العالم العربيفلسطين

أونروا: إسقاط المساعدات جواً لغزة “غير كافٍ ومكلف 100 ضعف” والمطلوب فتح المعابر فوراً

قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني، إن عمليات إسقاط المساعدات الإنسانية جواً إلى قطاع غزة “غير كافية”، وتُكلّف ما لا يقل عن 100 ضعف مقارنة بالشحن البري، مجدداً دعوته إلى فتح المعابر البرية فورا لإنقاذ السكان من المجاعة المتفاقمة.

وفي منشور نشره الجمعة عبر منصة إكس، أوضح لازاريني أن “عمليات الإسقاط الجوي رغم رمزيتها، باهظة التكاليف وغير فعالة، حيث تُكلف على الأقل 100 مرة أكثر من إرسال المساعدات عبر الشاحنات، التي تنقل ضعف كمية الإمدادات”.

وأضاف: “إذا توفرت الإرادة السياسية للسماح بإسقاط المساعدات من الجو رغم كلفتها، فيجب أن تتوفر ذات الإرادة لفتح المعابر البرية”.

تصريح المفوض الأممي جاء بعد إعلان الجيش الإسرائيلي “سماحه” بإسقاط كميات محدودة من المساعدات على غزة، في ظل ضغوط إقليمية ودولية متزايدة بفعل استفحال المجاعة، وخطر الموت الجماعي الذي يتهدد أكثر من 100 ألف طفل في القطاع، وفق تقديرات أممية.

وأكد لازاريني أن “الطريقة الوحيدة القادرة فعليًا على كسر المجاعة في غزة هي إغراق القطاع بالمساعدات عبر الطرق البرية”. مشيرًا إلى وجود أكثر من 6 آلاف شاحنة أممية محملة بالمساعدات متوقفة خارج القطاع بانتظار تصريح الدخول.

وأشار إلى أنه خلال الهدنة السابقة، التي بدأت في 19 يناير/كانون الثاني الماضي واستمرت نحو ثلاثة أشهر، استطاعت الأمم المتحدة، ومن ضمنها أونروا، إدخال ما بين 500 و600 شاحنة يوميًا إلى غزة، وهو ما ساهم حينها في كبح الجوع دون وقوع سرقات أو اختلال في التوزيع.

لكن منذ 2 مارس/آذار، أغلقت إسرائيل المعابر كافة، ورفضت السماح بدخول المساعدات، مما دفع القطاع إلى حالة مجاعة شاملة. وتشير بيانات وزارة الصحة الفلسطينية في غزة إلى وفاة 154 فلسطينيا، بينهم 89 طفلاً، جراء الجوع وسوء التغذية حتى الأربعاء الماضي.

وشدد لازاريني على أن “التنسيق الذي تقوده الأمم المتحدة، والذي تشكل فيه أونروا العمود الفقري، لا بديل له”، مضيفًا: “دعونا نعود لما نجح.. دعونا نقم بعملنا، هذا ما يحتاجه الناس في غزة أكثر من أي وقت مضى، إلى جانب وقف فوري ودائم لإطلاق النار”.

ورغم رفض الأمم المتحدة للآليات البديلة، تواصل إسرائيل، بدعم أميركي، فرض ما يسمى بـ”مؤسسة غزة الإنسانية” منذ 27 مايو/أيار الماضي لتوزيع مساعدات بآلية مستقلة عن الإشراف الأممي.

وتؤكد أوساط فلسطينية أن هذه الآلية تُستخدم لأغراض سياسية وتجميع السكان، تمهيدًا لتهجيرهم القسري وإعادة احتلال غزة.

ووفق وزارة الصحة في غزة، بلغ عدد الضحايا الذين سقطوا بنيران إسرائيلية أثناء انتظار المساعدات منذ بدء هذه الآلية حتى الجمعة، 1,383 شهيدًا وأكثر من 9,200 جريح، معظمهم من النساء والأطفال.

يُذكر أن إسرائيل تشن، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حرب إبادة غير مسبوقة ضد قطاع غزة، شملت القتل والتجويع والتهجير، وأسفرت عن أكثر من 208 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، و9 آلاف مفقود، وسط تحذيرات من مجاعة واسعة وموجة تهجير وشيكة، في ظل تجاهل دولي متواصل لأوامر محكمة العدل الدولية بوقف العدوان.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى