استقالة على الطاولة؟ أزمة صامتة بين رئيس أركان الجيش الإسرائيلي وحكومة نتنياهو

أفادت وسائل إعلام عبرية، الجمعة، بأن التوتر بين رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير وحكومة بنيامين نتنياهو بلغ مرحلة حرجة، وسط مؤشرات على أن زامير يدرس الاستقالة في حال استمرار الجمود بشأن صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس.
وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” إن زامير “يقف على مفترق طرق حاد”، مشيرة إلى أن “رصاصته الوحيدة المتبقية” قد تكون الاستقالة، في إشارة إلى فقدان الأمل بتحقيق أي اختراق سياسي في ظل تعنت المستوى السياسي.
وأوضحت الصحيفة أن الأزمة تتجاوز حدود الخلافات المؤسسية المعتادة، حيث تصاعد التوتر خلال اجتماعات مجلس الوزراء المصغر (الكابينيت)، بسبب “سلوكيات وتصريحات تمثل إهانة مؤسسية” للجيش، وفق تعبيرها.
كما نقلت قناة “12” الإسرائيلية عن مصادر مطلعة، أن زامير أبدى استياءه من غياب التوجيه السياسي الواضح، مطالبًا القيادة السياسية بقرارات حاسمة لإنهاء الحرب في غزة.
وبحسب القناة، فإن رئيس الوزراء نتنياهو يتجنب اتخاذ قرارات نهائية، ما يُلقي بعبء إدارة العمليات العسكرية على الجيش، في ظل استمرار الضغط الشعبي لإعادة الأسرى الإسرائيليين من غزة.
مفاوضات متعثرة وميدان مأزوم
تأتي هذه التطورات بالتزامن مع تعثّر المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس، والتي انطلقت في السادس من يوليو/تموز الماضي في الدوحة، برعاية قطرية ومصرية، وبدعم أمريكي.
وكانت كل من الولايات المتحدة وإسرائيل قد سحبتا فريقيهما للتشاور، وهو ما فُسّر كمؤشر على فشل الجولة الأخيرة من المفاوضات، في وقت تتصاعد فيه الانتقادات داخل إسرائيل بشأن عدم وجود خارطة طريق واضحة لإنهاء الحرب، أو استعادة الأسرى.
حرب إبادة مستمرة
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تواصل إسرائيل ارتكاب حرب إبادة ممنهجة بحق سكان قطاع غزة، مدعومة من الولايات المتحدة، حيث بلغ عدد الضحايا أكثر من 208 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 9 آلاف مفقود، ونزوح جماعي ومجاعة خانقة تسببت بوفاة عشرات الأطفال.
ورغم تصاعد الضغوط الدولية، ترفض حكومة نتنياهو وقف الحرب، في ظل خلافات داخلية حادة بين القيادة السياسية والعسكرية، ما يهدد بانهيار المزيد من التماسك داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية