أحزاب وبياناتمصر

“التحالف الشعبي الاشتراكي”: انتشال جثامين 13 شابًا من طبرق يكشف زيف خطاب الحكومة عن تحسن الأوضاع

قال حزب التحالف الشعبي الاشتراكي إن حادث غرق مركب مهاجرين مصريين قبالة سواحل طبرق الليبية الأسبوع الماضي، والذي أسفر عن انتشال جثث 13 شابًا مصريًا، يمثّل مأساة إنسانية جديدة تؤكد استمرار الهجرة غير الشرعية بحثًا عن الأمان والفرص، وتفضح في الوقت ذاته الادعاءات الحكومية بشأن تحسن الأوضاع المعيشية.

وأشار الحزب في بيان له إلى التناقض الصارخ بين هذا الحادث الأليم وتصريحات مسؤولي الحكومة، حيث أعلنت وزيرة التضامن الاجتماعي في مايو الماضي خروج 3 ملايين أسرة من دائرة الفقر، فيما أكد رئيس الوزراء أن مصر تجاوزت أزمتها الاقتصادية، وتفاخر وزير القوى العاملة بتصدير العمالة إلى الخارج، بينما تستمر قوارب الموت في حصد أرواح الشباب.

وأوضح البيان أن الدولة تحتفي بتوقف الهجرة غير الشرعية من سواحلها منذ 2016، استنادًا إلى قانوني الهجرة غير الشرعية لعام 2016 وتعديله عام 2022، وإطلاق الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الهجرة غير الشرعية 2016-2026، إلا أن الواقع يفضح استمرار مصر كمصدر رئيسي للمهاجرين غير النظاميين، لا سيما عبر الأراضي الليبية.

وأضاف البيان أن تقارير المنظمة الدولية للهجرة تؤكد أن مصر تحتل المرتبة الثالثة عالميًا من حيث عدد المهاجرين غير الشرعيين، حيث يشكل المصريون 19% من المهاجرين عبر البحر المتوسط، بينما تأتي السودان أولًا بنسبة 33%، والنيجر ثانيًا بنسبة 22%.

محافظات الفقر واليأس

اعتمد البيان على دراسة للمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية كشفت أن أحد عشر محافظة تصدّر النسبة الكبرى من المهاجرين غير الشرعيين، أبرزها: الشرقية، الدقهلية، كفر الشيخ، الفيوم، وأسيوط، وهي ذاتها المحافظات التي تعاني من أعلى نسب الفقر والبطالة.

وأوضح أن دوافع الهجرة تتنوع بين أسباب اقتصادية واجتماعية وثقافية وسياسية، منها تدني الأجور، وانعدام فرص العمل، وتكاليف الزواج، والإحباط من غياب العدالة وتفشي المحسوبية، فضلًا عن ثقافة مجتمعية راسخة تنظر إلى الهجرة كمصدر للفخر والكفاح.

طرق الموت عبر ليبيا

لفت البيان إلى أن ليبيا ما تزال المعبر الأخطر والأكثر استخدامًا للمهاجرين المصريين، مشيرًا إلى أن نحو 22 ألف مهاجر مصري دخلوا أوروبا بطرق غير شرعية عام 2023، غالبيتهم عبر السواحل الليبية، رغم الإجراءات الأمنية المشددة.

وأكد أن هذا الواقع المؤلم، مقرونًا بتقديرات رسمية بوجود ما بين 6 إلى 7 ملايين مصري يعملون بالخارج، ينسف رواية الحكومة عن تحسن مؤشرات الفقر والتوظيف.

أرقام تفضح الرواية الرسمية

استشهد الحزب بدراسة للدكتورة سحر مصطفى حافظ جاء فيها أن عدد المصريين بين الغرقى والمقبوض عليهم في محاولات هجرة غير شرعية يُقدّر بنحو نصف مليون شاب تتراوح أعمارهم بين 20 و40 عامًا، معتبرًا ذلك “مؤشرًا كارثيًا لحجم المشكلة الحقيقية”.

وأكد أن تكلفة الهجرة غير الشرعية – والتي تتراوح بين 60 إلى 120 ألف جنيه – تُثبت أن آلاف الأسر ما زالت تفضّل المخاطرة بكل ما تملك بحثًا عن حياة أفضل، مما يفند بشكل قاطع خطاب الحكومة حول انخفاض معدلات الفقر أو الهجرة.

التحالف: نحتاج خطة وطنية حقيقية

وختم البيان بدعوة واضحة إلى إعادة الاعتبار للتنمية الزراعية والصناعية لتوفير فرص عمل حقيقية ولائقة، مع التأكيد على أهمية استمرار سياسات الحماية الاجتماعية، وضبط الأسعار، وكبح جشع التجار.

ودعا الحزب الدولة إلى فهم جذور الهجرة غير الشرعية والتعامل معها بجدية بدلاً من إنكارها أو تصدير الأوهام.

“أوقفوا الهجرة غير الشرعية واستوعبوا المشكلة… رحم الله شبابنا الأبرار الباحثين عن حياة أفضل عبر قوارب الموت.”
– حزب التحالف الشعبي الاشتراكي

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى