بحيرة القرعون في لبنان تسجّل انخفاضًا تاريخيًا بمخزونها المائي بنسبة 62.5% خلال عام

سجّلت بحيرة القرعون، كبرى البحيرات الاصطناعية في لبنان، انخفاضًا غير مسبوق في منسوب المياه، بعد خسارة أكثر من 62.5 بالمئة من مخزونها خلال عام واحد، في ظل تصاعد حدة الجفاف والاستهلاك العشوائي للمياه.
وفي بيان صدر الجمعة، قالت المصلحة الوطنية لنهر الليطاني، التابعة لوزارة الطاقة والمياه، إن منسوب المياه في البحيرة بلغ مستويات متدنية تاريخيًا مع استمرار الانحباس المطري وتفاقم الاستهلاك غير المنظم.
وأضاف البيان أن هذا التراجع الحاد “يمثل مؤشرًا صارخًا على تفاقم تداعيات التغير المناخي وفشل السياسات المستدامة في إدارة الموارد المائية”، محذرًا من أزمة مائية وبيئية غير مسبوقة تهدد قطاعات الزراعة والطاقة والصحة العامة.
وفي تصريح خاص لوكالة الأناضول، أوضح مدير عام المصلحة سامي علوية أن مخزون المياه انخفض من 152.7 مليون متر مكعب عام 2024 إلى 57.2 مليون متر مكعب فقط عام 2025، بخسارة إجمالية قدرها 95.5 مليون متر مكعب.
وأكد علوية أن التراجع “يعكس أزمة جفاف حقيقية تهدد استدامة البحيرة كمورد حيوي لري الأراضي الزراعية، وتوليد الطاقة الكهرومائية، وضمان الأمن المائي لمناطق واسعة من لبنان”.
بحيرة استراتيجية تحت الخطر
وتقع بحيرة القرعون في منطقة البقاع الغربي، وقد أُنشئت عام 1959 عند بناء سدّ القرعون على نهر الليطاني، وتبلغ مساحتها نحو 12 كيلومترًا مربعًا، وتُعد أكبر بحيرة وسد في البلاد بسعة تخزين تصل إلى 220 مليون متر مكعب.
وتُستخدم البحيرة لري الأراضي الزراعية في شرق وجنوب لبنان، وتوليد الكهرباء عبر ثلاث محطات كهرومائية، إضافة إلى دورها السياحي والبيئي.
لكن استمرار الانحباس المطري، والاستهلاك غير المنظم، وغياب الخطط الاستراتيجية المستدامة، قد يضع مستقبل البحيرة على المحك، وفق تحذيرات الخبراء.